قال حماري التعيس الذي لم أره حزينا بهذا الشكل من قبل·· النحس يطاردنا والعيون تتابع خطواتنا ·· الله يستر؟ قلت له·· ومن ''يعيّنك'' أنت أيها الحمار؟ لا مال ولا جمال ولا غيرها من نعم الله·· قاطعني ضاحكا ·· أنا لا أتكلم عن نفسي يا صديقي ·· المشكلة في فريقنا الوطني الذي يكاد ينقرض كله بفعل الإصابات؟ قلت له·· الغاشي كلهم يفكرون في هذه المشكلة ولست وحدك؟ نهق عاليا وقال ·· العين ·· الحسد ·· السحر·· قاطعته ضاحكا·· قل غير هذا الكلام أيها الحمار ·· السحر؟ هل تصل الأمور إلى هنا؟ قال ·· وأكثر؟ قلتئ له ·· ربما هي العين لأن لاعبينا مثل الغزلان ليس هناك من يراهم ولا يعجب بهم ·· قال ·· لا أدري لماذا ألتمس فيهم الرجولة والوطنية والرغبة في إسعاد الجماهير ·· والله هم مفخرة لنا جميعا·· قلت له ·· إني خائف أيها الحمار أن يلجأ سعدان في آخر المطاف إلى الإستنجاد باللاعبين الذين سرّحهم من الفريق ·· إن استمرت الإصابات فلا خيار أمامه غير هذا الحل؟ ضحك حماري بعد موجة الحزن التي كانت تعتليه، وقال ساخرا·· إذن، أنا أيضا سألعب ·· أنا حمار محلي، وكثيرا ما لعبت بكرة ''النيلون''؟ تفاجأت برده هذا، وقلت له ·· سبحان الله ·· كنت أظنك تحشر أنفك في السياسة فقط ·· وإذا بك تريد أن تصبح لاعب كرة أيضا ·· فعلا، هو زمن اللعنة؟