تعيش مصلحة حديثي الولادة بمستشفى ابن باديس الجامعي بقسنطينة، في الآونة الأخيرة، حالة من الفوضى واللااستقرار بسبب ظروف العمل الصعبة التي يتخبط فيها الطاقم الطبي من تداخل في المهام ونقص فادح في اليد العاملة، خاصة المختصة، حيث أن المصلحة التي تستقبل يوميا حوالي 100 حالة يسهر على تقديم الخدمات بها ثلاثة أطباء عامون، إلى جانب طبيبة متعاقدة خصصت للمناوبات الليلية· ''الجزائر نيوز'' كانت لها وقفة بذات المصلحة، وأثناء جولتها بها التقت ببعض العاملين بها، وكان أول ما صدر عنهم من تصريحات استنكارهم وسخطهم على القائمين على المستشفى بسبب تغاضيهم عن التجاوزات والضغط المسجل عليهم رغم الشكاوى التي رفعوها إليهم، وفيها استنجدوا وطالبوا بالتدخل السريع لفك الخناق عن قسم حساس يسجل سنويا وفاة حوالي 500 جنين حديث الولادة· ممثل عن العمال ذكر أن المصلحة التي فتحت أبوابها منذ عشرات السنين لا تزال بلا هوية، لأنها مقسمة بين مصلحتي النساء والتوليد وقسم طب الأطفال، وكل من الجهتين تتخذ قرارات بشأن تسييرها وفي كل مرة تحصل مشاكل يدفع ثمنها الأطباء، في حين يتبرأ المسؤولون من كل تبعات· وقد أدى تقليص مدة تربص الأطباء المقيمون في تخصص طب الأطفال والذين يتوافدون من مختلف المستشفيات داخل المصلحة من سنة إلى شهرين إلى ازدياد الأعباء على الأطباء العامين، كما أن المتربصين لا يمكنهم كسب الخبرة في هذه المدة ولا يمكنهم حتى تحرير وصفة طبية خلالها· كما أنه لا يمكنهم القيام بالمناوبة الليلية بمفردههم، ويشترط وجود الأطباء المعتمدين معهم ولا يتحمّلون أي أعباء· في حين أنه، وخلال السنوات الماضية، كان الطبيب المقيم يمكث بقسم حديثي الولادة سنة كاملة، ما يسمح للأطباء العامين بأخذ مجال للاسترجاع وتقسيم العمل· وفي ذات الصدد، عبّر العاملون بالقسم عن استيائهم بعد فسخ الإدارة لعقود 6 أطباء متعاقدين مع القسم بعد انتقادهم للسياسة التعسفية المتبعة ضدهم والضغط المفروض عليهم، ما جعل التكفل بالحالات الاستعجالية أمر جد صعب ومتابعتها أمر أصعب، اضطر أخصائي النساء والتوليد إلى مساعدة طبيب الأطفال خوفا من تسجيل وفيات تكلف المصلحة متابعات قضائية على غرار ما سجل من حالات في السابق، آخرها سجل بعد وفاة صبي حديث الولادة بسبب مضاعفات عجز الأطباء عن التحكم فيها· هذا، وأكد أحد الأطباء المختصين أن الخطأ يمكن أن يحدث بسبب الإرهاق النفسي والجسدي للأطباء لكثرة الوافدين والمرضى من 17 ولاية شرقية والعمل اليومي، إلى جانب المناوبات الليلية الكثيرة، كما أن الطبيب العام غير مختص في الكثير من الحالات المعقدة، والتي تستلزم أساتذة مساعدين، يضاف لذلك الأطفال مجهولي النسب الذين يمكث أغلبيتهم لمدة تزيد عن الشهر قبل توجيههم إلى مصلحة المساعدين الاجتماعيين· من جانب آخر، فإن المصلحة، وإلى جانب ذلك، تستقبل المواليد والرضع المرسلين من قبل العيادات الخاصة بغرض أخذ رأيهم أو الخضوع للمتابعة الصحية داخل المصلحة، مضيفين أن المولود الجديد يمكن أن تحدث له مضاعفات في أي وقت، ولهذا يحتاج إلى فريق طبي كامل ومتجدد للمتابعة الدقيقة، وهي مهمة شبه مستحيلة على ثلاثة أطباء·