بالرغم من التزايد المضطرد لعدد مرضى القلب، إلا أن مصلحة أمراض القلب بالمستشفى الجامعي ابن باديس بمدينة قسنطينة، مازالت لم تكيف خدماتها مع وتيرة هذا التزايد، إذ أنها تبقى بعيدة كل البعد عن تلبية رغبات المرضى ومطامح الاطباء... وحسب المختصين في الصحة بالمدينة، فإن الانتشار الكبير لمرض الصدمات القلبية الناتج عن تغيير النمط الغذائي من جهة وقلة الحركة والضغط اليومي من جهة أخرى، قابله نقص في العناية وفوضى بمصلحة امراض القلب بالمستشفى الجامعي ابن باديس، حيث تستقبل هذه المصلحة حوالي 1300 مريض سنويا، 50 منهم من خارج الولاية، ما يجعلها تعاني من ظاهرة الاكتظاظ ويؤثر هذا على الاداء الحسن لخدماتها.. إضافة الى أن انتشار الاوساخ بالمصلحة والروائح الكريهة في غياب اعوان النظافة، جعل المصلحة تعيش في حالة من الفوضى مما أثر على المجهودات والإمكانيات التي توفرها الدولة للنهوض بقطاع الصحة. استياء وتذمر المرضى بهذه المصلحة يزداد بسبب النقص الكبير في الادوية، خاصة منها ما تعلق بأدوية علاج مرض انسداد شرايين القلب حيث يقوم الطاقم الطبي بالمصلحة ب3 عمليات جراحية يوميا ولا يتلقى سوى جرعة واحدة من دواء الاكتليز في اليوم، مما يضطر الأطباء لاستعمال مادة الاستريبتوكيناز من الجيل القديم. دواء التربونين هو الآخر يعرف اضطرابا في التوزيع، وتتأخر الكميات المستوردة للوصول الى مصلحة الاستعجالات الجراحية، علما أن فقدانه يؤدي الى مضاعفة الصدمات القلبية، وقد يكون مصير المريض الإصابة بسكتة قلبية. المفارقة في هذا، ان الصيدلية المركزية بالمستشفى الجامعي ابن باديس، استهلكت ما يقارب 150 مليار سنتيم لاقتناء الادوية سنة 2007 وتضاعف المبلغ خلال سنة 2008 ثلاثة (3) مرات نتيجة الطلب المتزايد، لكن الصيدلية المركزية بالمستشفى الجامعي لم تلب طلبات مختلف المصالح بالمستشفى، وقد برر المسؤلون هذه المصلحة ذلك بوجود عراقيل تصادفهم في الحصول على الدواء، خاصة مع عمليات المضاربة والمزايدة في توزيع الدواء وتأخر التوزيع الى عدة أشهر. أمام هذه الوضعية يكون المريض هو الخاسر الاكبر خاصة المرضى الذين يعانون من امراض خطيرة تستوجب التدخل السريع ويكون فيها الوقت عاملا محددا لحياة المريض.