نسمع كثيرا عن الجرائم التي تحدث، لكن الغريب في هذه القضية أن وقائعها جرت داخل محكمة الحراش، وبالضبط أمام مكتب وكيل الجمهورية حيث قام شاب بمحاولة قتل شخص آخر كان على خلاف معه، معتبرا ذلك ردا لاعتباره وأخذا لحقه بيده بعدما لم تنصفه العدالة، حسبه، حيث وجه له ضربة قاتلة بشفرة حلاقة بمنطقة حساسة على مستوى الرقبة كادت تضع حدا لحياته· فقبل يومين من محاولة القتل، وقع شجار بين المتهم (ع·سمير) والضحية وأهله في صائفة 2009 حيث وصلت قضيتهم إلى العدالة غير أنه بتاريخ 27 جويلية من نفس السنة تقدم المتهم (ع·سمير) إلى مكتب وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش بعد استدعائه هو والضحية وعمه وخاله اللذين كانا حاضرين وقت واقعة الشجار، فبعدما استمع وكيل الجمهورية للمتهم والضحية وباقي الأطراف طلب منهم الانتظار خارج مكتبه، وكان الضحية آخر شخص يغادر مكتب وكيل الجمهورية، وبعدم التفت لغلق الباب باغته المتهم سمير بضربة على رقبته بواسطة شفرة حلاقة قام بإدخالها إلى المحكمة بعد أن أخفاها بإحكام بين ملابسه· وخلال التحقيق الذي فتح، صرح المتهم أنه قام بفعلته انتقاما لأخيه المريض عقليا الذي تعرض للضرب من قبل الضحية وأهله بواسطة سكين قبل الواقعة بيومين لتتم متابعته على أساس جناية محاولة القتل العمدي لكن خلال المحاكمة بمحكمة جنايات العاصمة، أمس، تراجع عن أقواله، مصرحا أمام هيئة المحكمة أنه لم ينو أبدا قتل الضحية وإنما أراد تشويه وجهه فقط بعدما راوده شعور بالظلم حيث لم يصدر وكيل الجمهورية أمرا بالقبض على الضحية ولا على أهله، وبذلك أراد أن يأخذ حقه بيده من الضحية وأهله الذين اعتدوا عليه حيث قاموا بضربه وتكبيله وقطع شرايينه عندما تقدم منهم ليناقش أمر اعتدائهم على شقيقه المختل عقليا· من جهتها، إعتبرت النيابة العامة في مرافعتها أن محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ثابتة في حق المتهم وذلك بعدما قام بضرب الضحية بمنطقة الرقبة وهي منطقة الحساسة في جسم الإنسان، خاصة وأن تقرير الخبرة أكد أن الضربة كانت قاتلة، فلو لا تحريك الضحية رقبته قليلا لأردته قتيلا، لتطالب في حقه ب 15 سنة سجنا نافذا غير أن المحكمة بعد المداولات أدانته ب 5 سنوات سجنا نافذا بعدما أعيد تكييف القضية من محاولة القتل العمدي إلى الضرب والجرح العمدي·