عرض، أمس، خبراء ومهندسو مركز الأبحاث في علم الفلك وفيزياء الفلك والجيوفيزياء ببوزريعة، بعد ست سنوات من الدراسة والأبحاث رفقة مجموعة من الباحثين الصينيين، الخارطة الزلزالية ''السيسمولوجية'' للجزائر، التي ستمكّن من تحديد مناطق النشاط الزلزالي في الجزائر والمناطق المعرّضة للأخطار الكبرى، إلى جانب إعداد مخططات التهيئة العمرانية وتحديد الاحتياطات والإمكانيات الواجب توفيرها لمواجهة أي كارثة طبيعية·وأثناء زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لمعهد علم فيزياء الأرض بستراسبورغ في جوان ,2003 مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب منطقتي بومرداس والعاصمة، التقى بباحث جزائري كان يعمل بمركز الأبحاث في علم الفلك وفيزياء الفلك والجيوفيزياء ببوزريعة، ولما سأله عن سبب تنقله إلى ستراسبورغ، ردّ عليه محمد مغراوي ''نقص الإمكانيات يا سيدي الرئيس''، وأضاف قائلا: ''يجب مساعدة معهد بوزريعة سيدي الرئيس، لأنه يضم باحثين أكفاء وعالميين''، ولما عاد الرئيس إلى الجزائر، زار مركز بوزريعة، حيث وقف مطولا على جملة النقائص التي يعاني منها هذا المركز الذي يعد رائدا في العالم، لأنه أُنشىء في القرن الثامن عشر من طرف السلطات الاستعمارية، واعدا الباحثين به بتحسين الأوضاع وتوفير الإمكانيات، حاثا إياهم على إعداد خارطة سيسمولوجية للجزائر·اليوم، وبعد مرور ست سنوات على زيارة الرئيس، يتحقق الوعد، ويتمكن باحثون جزائريون من إعداد خارطة زلزالية للجزائر بعد أبحاث معمقة، حللوا خلالها طبيعة النشاط الزلزالي في الجزائر، هذه الخارطة ستصبح مرجعا للسلطات العمومية في إعداد مخططات التهيئة ونظام الإنذار فيما يخص الكوارث الطبيعية التي قد تضرب الجزائر لاحقا، أو الأخطار الكبرى كالحوادث الصناعية· واستمع وزير الداخلية، الذي كان أول من يطلع على هذا الإنجاز العلمي، لشرح الدكتور عبد الكريم يلس، الذي يتولى إدارة معهد علم الفلك وفيزياء الفلك والجيوفيزياء ببوزريعة، مؤكدا بأن هذا الإنجاز الذي تم بالتعاون مع باحثين صينيين يعتبر ثمرة جهد كبير للكفاءات الجزائرية· وأضاف الوزير أن إعداد الخارطة سيمكّن من وضع الوسائل للإسعافات الأولية ونظام إنذار وطني، الأمر الذي سيسهّل على مصالح الحماية المدنية عملية تحديد الوسائل والمعلومات التي سيتم الاستعانة بها· من جانب آخر، أكد زرهوني ''أن الجزائر تعتبر فعلا منطقة زلزالية، لكن يمكن تقليص حجم الخسائر وفق الدراسة الجديدة، خاصة بعد أن تم تدعيم المركز بوسائل تقنية حديثة، بالإضافة إلى وضع محطات رصد للزلازل عبر عدد معتبر من مناطق الوطن، تعمل على متابعة النشاط الزلزالي، وقد تم اقتناء هذه الوسائل التي تتميز بالدقة من الصين· ويأتي هذا التوصل العلمي بعد التهويل الذي أثارته عدة جهات في السابق عن انتهاء مكتب دراسات ياباني من إعداد خارطة زلزالية في الجزائر، ليأتي إنجاز معهد بوزريعة الذي يضع حدا لهذه الادعاءات لأن الدراسة جزائرية وتمت بمساعدة صينية فقط·