ما أن سمع حماري بخبر المسيرة التي أريد تنظيمها من طرف بعض ''الغاشي'' الرافضين لقضية الباسبور ''البيومتري'' وكل ما يتعلق به من ''تجاوزات'' حتى جحظت عيناه واحمر وجهه وصاح غضبا·· إلى متى هذا العبط؟ قلت له·· لا أفهك يا حماري التعيس·· ولم أعرف موقفك بعد·· هل أنت ضد أو مع؟ عاد إلى الصراخ من جديد وقال·· هذا الموضوع لا يحتاج أن أعطي رأيي فيه·· نجاد يناقش النووي ونحن مازلنا نتكلم عن الشعر والأذن؟ قلت له·· أنت تصرح بكلام خطير يا حماري·· المساس بالدين مشكلة حقيقية؟ صاح من جديد·· عيب والله عيب·· كنت أظن أننا قطعنا أشواطا من الديمقراطية التي تسمح باحترام حرية الآخر·· من يرد أن يضع لحية يضعها ومن يرد حلقها يحلقها؟ قلت له·· هكذا إذن·· أنت تراها قضية شعر وفقط؟ قال صارخا·· ليست قضية شعر·· هذي قضية حرية شخصية وفقط؟ ثم أردف قائلا·· قرأت منذ أيام عن الإسلاميين وهو يصرخ ويقول·· لن أحلق لحيتي ولو على حد السيف·· قلت له·· هو حر في ذلك·· صاح حماري·· هذا بالضبط ما أريد أن أقوله·· الحرية·· الحرية أجابته ضاحكا·· ولكننا نعيش في عالم تربطه ضوابط اجتماعية وقوانين يجب أن نمتثل لها·· المجتمع ليس غابة؟ ثم نظرت إليه وقلت له·· أنت تفكر في غيرك ونسيت أنك مليء بالشعر وهذا كل ما يغطيك، تصور أن يصدروا قرارا يجبر كل الحمير على حلق شعرهم·· ماذا تفعل؟