خضير بوقايلة: kbougaila@gmail.com فصول محاكمة فضيحة القرن مستمرة وكل يوم يحمل لنا معه نصيبا من المعلومات والحكايات الشيقة عن بعض أسرار مملكة الخليفة. وبما أن الناس كلهم لا يريدون أن تظهر الحقيقة ساطعة فإننا نقرأ ونسمع هنا وهناك من يحاول أن يسيّس القضية ويعطيها أبعادا لا تليق بها ويذهب هؤلاء في تصريحاتهم إلى أن المحاكمة الجارية صورية ولا يُنتظر منها الشيء الكثير. وأنا أقول لهؤلاء خسئتم وكفاكم كلاما سخيفا! نعم، كل ما يقوله هؤلاء المشكّكون يبقى في نظري كلاما فارغاً. أين السياسة في قضية عنوانها تكوين جمعية أشرار وسوء تسيير؟ تخيلوا معي شابا حمل سكينا واعتدى به على جيرانه وسرق من ما سرق، ثم قُبض عليه، هل نقول عنه إنه كان يمارس السياسة أو أن مسؤولين كبارا في الحكم كانوا يقفون وراءه؟ فكذلك الخليفة الشاب. إنه يا ناس متهم بتكوين جمعية أشرار وتهم أخرى لا أكاد أذكرها، فأية علاقة بين جمعية الأشرار والعمل السياسي النظيف في الجزائر؟ الشاب كان يجمع أموالا من مؤسسات اقتصادية ويوزعها في حفلات مجون ورقص وعلى النوادي الرياضية وأيضا على بعض الناس البسطاء. هذا كل ما في الأمر. حتى الذين حاولوا توريط أشخاص مسؤولين أمثال حامل لواء توقيف الفساد الوزير سلطاني أو زميله الآخر ولد عباس سرعان ما ثبتت سوء نيتهم، فقد فضحهم الوزير الشجاع عندما أعلم الرأي العام أنه لا علاقة له بهذه الفضيحة وقال الآخر إن هناك أناسا يريدون فقط هز ثقة رئيسه أو رؤسائه فيه حتى يفقد منصبه في الحكومة (سلامتك!)، أما الحقيقة فهي أنه لا يعرف مومن خليفة ولا علاقة له بالخليفة إلا من خلال صديق قديم كان يزوره في مقر الشركة أو من خلال كريمته التي كانت تعمل هناك وقد تضامن معه حتى ترد كل ما أخذت قبل أن تتسيس القضية. أما نصيحتي إلى الشاب خليفة المخفي في ربوع المملكة المتحدة فهي كالتالي: إياك أن تخضع للاستفزازات وإياك أن تردّ عليها. إنهم يريدون توريطك ويريدون تشويه صورة البلاد وحكامه من خلال كلامهم عن السياسة في قضية أشرار! أنصحك أن تبتعد عن متابعة وسائل الإعلام المغرضة حتى لا تثور أعصابك التي أشهد لها بالهدوء المثير. حاول أن تتعلم من البريطانيين مزيدا من برودة الدم وواظب على متابعة نشرة أخبار تلفزيون بلدك لأنك ستجد فيه فقط ما يفيد وما يفكر فيه الحكماء بشأن قضيتك، أما الباقي فدعك منه. أعلم مثلك أن هؤلاء المغرضون لا يفقهون شيئا في علم الأشرار وأسرار تكوين جمعياتهم ولا حتى في السياسة فتراهم يخلطون كل شيء. لذا حاول أن تبقى فوق كل ذلك ولا يضرك ما يقولون فيك وما يلصقون بك من تُهم مسيّسة. يقولون عنك إنك تهدّد في الكواليس بكشف ما عندك من ملفات تحوي حقائق تورّط شخصيات نافذة في الحكم، ويقولون إنك تملك قوائم كاملة عن جميع من تورّط معك في الفضيحة وكلام آخر غريب. لكنني أعلم وأنت تعلم وشعبنا الفايق يعلم أن هذا كلام مغرض وأن كل ما في الأمر هو أموال ذهبت هنا وهناك من طرف عصابة أشرار كنت أنت وحدك ولا أحد غيرك يقودها. أعتقد أن هدوء أعصابك سينتصر في نهاية المطاف وستخرج منتصرا في هذه القضية بريئا من تهمة السياسة ومتهما فقط بما فعلت وهو تكوين جمعية أشرار باندية. طبعا إذا سايرت المغرضين في لعبتهم وسيّست القضية فإنك ستكسب براءتك، لأن السياسيين عندنا لا يخطئون ولا يحاسبون ولا يتابعون في أمور السياسة، لكنك بالمقابل ستخسر احترام أو لنقل إعجاب الناس بك أنت الذي بقيت لحدّ الآن جامد الأعصاب ورافضا للخلط بين لعبة السياسة والتابنداديت. أنت ابق هادئا ولا تقل شيئا واترك الشهود ومساعديك الأشرار المتهمين يسلطون الضوء على خبايا الفضيحة وسيسطع الحق لا محالة ويكتشف الناس زيف وسوء نية المغرضين ويظهر للعلن أن فضيحة الخليفة كانت عملا شريرا وجريمة لا تختلف عن لصوص الهواتف النقالة ومحلات الذهب والسيارات. نعم هذه هي حقيقة فضيحة الخليفة، ومهما يكن الحكم قاسيا عليك، وقد توقعه لك العالم بقضايا الأشرار الأستاذ قسنطيني، فإنك ستخرج شهما لأنك رفضت جرّ القضية إلى ملعب غير الذي يجب أن تبقى فيه، وهذا من شأنه أن يشفع فيك ويبقيك رجلا أو شريرا شريفا. هناك طبعا مجرمون أو أشرار شرفاء، وأحسبك منهم. أما عن حكاية استلامك وتسلمك، فأعترف أنني لا أملك نصيحة بخصوص هذه القضية، لكنني أثق في أن هدوءك وحكمتك سيصرفان الأمور لما هو خير لك! -قال وزير التشغيل والتضامن الوطني جمال ولد عباس بأنه سيمدح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أي مكان يحل فيه، وكلما أتيحت له الفرصة في ذلك، وزاد على هذا الكلام بتأكيده (أنا لا أستحي من شكر ومدح الرئيس، هذا ليس عيبا على الإطلاق)، وبرّر الوزير حبّه لرئيس الجمهورية من منطلق واحد (لأنه هو من عيّنني وزيرا، ولذلك فأنا ممتنّ له ولن أتردد في مدحه)، وبدا ولد عباس في غاية السعادة والابتهاج وهو يقول هذا الكلام- كل الكلام الذي قرأتموه ليس من عندي، بل نقلته حرفيا من صحيفة صوت الأحرار التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني التي ينتمي إليها الوزير ولد عباس (في عدد يوم الأحد 14 يناير 2007). إذن لا خوف من وجود تزييف أو تحريف في تصريح الوزير. وهو في الحقيقة تصريح لطيف جدا وتعبيّر فعلا عن تعلق الوزير بصاحب الفضل في تعيينه وزيرا. نعم، لم يقل الوزير إن خبرته أو كفاءته هي التي رفعته إلى منصب الوزير، بل فقط الرئيس هو من يعود له الامتنان. لكن مع ذلك فإنّ لدي ملاحظتين أريد نقلهما إلى واحد من الوزراء الذين يزداد إعجابي بهم كل يوم وهذا ليس عيبا. الملاحظة الأولى هو أنني لاحظت وأنا المتابع لتحركاتك ونشاطاتك أن مدحك وشكرك للرئيس ليس كما تقول، فأنت تريد مدح الرئيس، لكنك في كلامك لا تمدحه، بل تمدح برنامجه، وأنا أريد أن أسمع منك مدحا في شخصه وهذا ليس عيبا كما قلت ولا أحد يمنعك من ذلك إلا الحساد. الملاحظة الثانية هي ما نُقل عنك من تأكيد على أنك ستمدح فخامته في أي مكان تحلّ فيه، فقط أريد أن أنبهك إلى أن هناك بعض الأماكن التي تحل فيها لا تليق بذكر اسم رجل تحبه وهو بطبيعة الحال يبادلك نفس الحب. وأعتقد أنك تعرف ما هي هذه الأماكن والمقام لا يسمح بذكرها، أما إذا أصررت على أن يبقى لسانك مادحا شاكرا، فاحرص على أن يكون ذكرك في هذه الأماكن الحميمية سرًّا، ودمت مادحا ودام الحب ما دمت وزيرا!