كثر الكلام عن ما يراد بتسميته بالمصالحة بيننا وبين هؤلاء الذين اعتدوا على كرامتنا دات يوم·· حماري لم يعجبه الأمر ولم يستسغ الفكرة من جذورها لذلك رفض أن يتابع أي خبر يتعلق بهذا الموضوع سواء كان مكتوبا أو مسموعا·· قلت له·· يا حماري اشرح لي ما سبب ''غلق أذنيك''؟ قال ناهقا·· أنا غلقت كل شيء وليس أذناي فقط·· لأن الموضوع لا نقاش فيه ولا تراجع فيه ولا··· ودون أن أطبل عليك·· لا لكل اللاءات التي تعرفها ولا تعرفها·· قلت له·· هم يريدون الصلح ربما؟ قال صارخا·· أنا لا أريد يا سيدي لا صلحا ولا بلحا ولا قمحا·· وانهمك في نوبة من الصراخ التي أسالت العرق منه حتى صار يقطر وأصبح منظره مثل المجنون·· قلت له·· بإمكانك أن تعبّر عن رأيك بدون هذا الصارخ يا حماري·· اهدأ أرجوك؟ قال صارخا·· لا أريد أن أهدأ ولا أريد أن أسمع بشيء اسمه ''الصلح''·· أهانونا·· وشتمونا·· وتطاولوا على شهدائنا·· وأحرقوا علمنا وأخرجوا راقصاتهم ليدوسوا على كرامتنا والآن تريدني أن أعيد برمجة مخي على ''السماح''؟ أبدا لن يحصل هذا·· أنا حمار عندي ''النيف'' ولا يمكن أن أتنازل عن ''نيفي'' مهما كلفني الأمر·· قلت له·· وأنا كذلك جزائري حرّ ولا أقبل مهما حصل أن أتنازل عن حقي المعنوي مهما كان الثمن·· نهق حماري عاليا وقال·· نحن متفقان·· الأفضل أن يتركونا وحالنا·· لا نريدهم ويا محلا فراقهم··