حالة من الهستريا سكنت حماري لمجرد أن عرف تاريخ انطلاق الرحلات الأولى إلى جنوب إفريقيا وأقسم بأغلظ الأيمان أن يجد طريقة يذهب بها لمناصرة ''الخضر''·· قلت له·· أيها الحمار أنت عاجز حتى على شراء خبزة وتريد أن تصول وتجول بجثتك ''الحمارية'' هذه في أنحاء الدنيا·· ''اخطيك البالون مجرد لعبة وأنت تتغشش لذلك'' أغضبه كلامي الذي لم يكن في مستوى طموحاته الكروية وقال·· ''كيفاش اندير ياربي''؟ قلت له·· مثل ما يفعل غيرك·· يجرون وراء اللقمة ومن كثرة تعبها وشقاها لا يتذكرون أصلا أن هناك ''بالون''· لم يعجبه كلامي من جديد وعبّر عن ذلك بنوبة غضب شديدة كلفتني تكسير كرسي كان أمام الحمار المجنون·· وقال·· حلقة مفرغة·· حلقة مفرغة·· لا ''كارطة'' لا ''بيي''··· صمت ولم أرد استفزازه من جديد لأني لاحظت عليه حالة تذمر كبيرة جدا·· وبعد أن هدأ قلت له مازحا·· يا حماري حتى البنوك استنزفت وسرقت وأفرغت وإلا كنت اقترحت عليك سرقة أحد المصارف المالية لتلبي بها رغباتك الطائشة·· قال صارخا·· هناك من سبقني إلى ذلك وسرق ونهب ولم يترك للفقراء أمثالي حتى حق الحلم·· قلت له ضاحكا·· لقد وجدتها ·· إنه حلم·· حلم يا حماري·· اهدأ وافعل كما يفعل كل الناس·· ينامون ويصحون ولا همّ لهم سوى كيف يمضي النهار وكيف سيكون اليوم الموالي·· هذه هي الحلقة المفرغة الحقيقية·· ولا تطلب الكماليات··