مرّ الليل على حماري مليئا بالكوابيس والهلاوس وغيرها من مترادفات القلق والرعب الليلة ومن كثرة إزعاجاته المتكررة قضيت الليل مهلوسا مثله·· قلت له·· أيها الحمار ما بك ''ما رقدت·· ما خليتنا نرقدوا''؟ أجابني غاضبا وكأن به غصة·· يا صديقي كوابيس·· كوابيس·· لقد حلمت بالرئيس يمسك ''شاقورا'' ويحاول قطع يدي؟ استغربت كلامه وقلت·· يدك أنت أيها الحمار؟ قال·· نعم يدي أنا لا أدري من وشى بي في مبنى الرئاسة·· وقالوا عني بأني اختلست وسرقت ومددت يدي للمال العام؟ قاطعته ضاحكا·· أنت أيها الحمار·· تختلس وتسرق وتمد يدك للمال العام؟؟ فعلا أمر غريب؟ تمتم بكلام غير مفهوم ثم استدار إلى ''الحيط'' في محاولة جديدة للنوم ولكنه لبعض الوقت وصاح من جديد·· ''ماشي أنا·· ماشي أنا''·· هذه المرة فعلا قلقت وصعد الدم إلى رأسي وقلت له·· أيها الحمار كفاك من الكوابيس·· هي كوابيس لا أكثر·· أنت لم تعمل يوما في سوناطراك ولا في سونلغاز ولا في الطيران ولا في الميناء·· ولا في كل ''دعاوي الشر'' التي تؤدي إلى الحبس·· تنهد حماري وهو يبسمل ويحوقل·· وكأن الروح عادت إليه من جديد وقال·· والله الحق معك·· نسيت ذلك تماما·· أنا بطال·· يا لها من رحمة·· صحيح لم أسرق يوما ولم أختلس ولم·· أه كم هي رائعة النزاهة ومريحة؟