طاردتني في الليالي الأخيرة كوابيس مخيفة .. جعلتني أصحو من النوم في كل مرة، خائفا مرتعدا.. لكن ما وقع لي ليلة أمس كان أقرب إلى الخيال، حتى أنني لم أصدق أن الأمر يتعلق بمجرد حلم تافه وفقط، لا محل له من الواقع، وكم كنت مسرورا بذلك،.. لقد جاءني نفس الصديق، هل تذكرونه؟ جاءني تلك الليلة المشؤومة، ورأيتني أسبح في الهواء على بساط الريح، حيث اشترى لي صاحبي تذكرة سفر بالبساط ذهابا وإيابا، وحجز لي في فندق بجنوب المينيا، وهناك، دخلت معه إلى ما يشبه قاعة صغيرة متعددة الهوايات، تشبه القاعة المغلقة للحي الذي أقطنه، والتي تعودت أن ألعب فيها رياضة الجلوس والتفرج على أبناء الجيران وهم يلعبون بالكرات.. ثم جلسنا في الزاوية، وبدأ الناس يتوافدون، وكانوا حوالي مائة أو مائتين من النفر، ودخل لاعبون بلباس رياضي جذاب، يميل للحمرة من أعلى، وللسواد من أسفل، ثم دخل لاعبو الفريق الثاني، بلباس أخاذ، مختلف تماما عن الأول، يميل للسواد من أعلى وللحمرة من أسفل، واستقروا في ركن من القاعة المتعددة الهوايات.. قال لي صاحبي أن لقاء اليوم حاسم وهام، يجمع بين حارة الفول وحارة الملوخية، وهما بطلا دورة السنوات الثلاث الماضية، ولذلك كان لهما شرف افتتاح الدورة الحالية.. وكالعادة، بمجرد أن صفر الحكم معلنا بداية اللقاء، حتى وجدتني أصرخ بكل قوة: وان ثو ثري، فيفا لالج.. وما كدت أنهي الجملة حتى استدار إلي الحاضرون، وراحوا يشيرون بأصابعهم نحوي مرددين: حرامي.. حرامي.. فهربت فزعا، والرعب يتملكني.. لكن لم يلبث صاحبي أن شرح لي الواقعة، حيث أبلغني أن الأمر يتعلق بكأس العالم لما بين الحارات (الأحياء)، وقال لي: عفوا، وقع خطأ رهيب في اختيار الأشخاص، وأنت غير معني بهذا المنام، لذا فما عليك الآن سوى المغادرة على الفور.. وبدوري تفاجأت لتواجدي في هذا المنام، فصحوت وأسرعت في الاستيقاظ من النوم، والعرق يتصبب من جبيني.. ولم أصحو سوى على صوت المنبه يرن، وقلت الحمد لله أن المنام كان مناما وفقط، ولا علاقة له بالواقع.. وللحديث بقية.