الطمع من بين الصفات المذمومة التي يتحلى بها بعض الأشخاص حيث يسعون بكل الطرق للحصول على ما هو ليس ملك لهم ولو كان الضحايا من المقربين إليهم وحتى الأولياء الذين لا يشكون يوما في تصرفات أبنائهم، هي قضايا وصلت من بينها تلك التي عالجتها مؤخرا محكمة جنايات العاصمة والتي تتعلق بتزوير مس عقد هبة من قبل سيدة حاولت أخد شقة والدتها المسنة التي اكتشفت ذلك بعد بيع الشقة إلى أحد المحامين، وجاء هذا التصرف نتيجة الأنانية والطمع الذي حرم الورثة من حقهم· كما امتثل شخص آخر يدعى (ع، العيد) أمام الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة بتهمة بجرم خيانة الأمانة التي تركتها والدته بين يديه ليصونها ويحفظها بدلا عنها كونها لا تستطيع القيام بذلك واعتبرت أن إبنها أجدر بذلك، لكن حدث العكس بسبب طمعه، فقد قام بتزوير وكالة محل تجاري منحته إياهه والدته الطاعنة في السن واستغل الفرصة وقام ببيعه من أجل حرمان شقيقته الوحيدة من الميراث، وقد ساعده في تزوير الوكالة عون يعمل ببلدية باش جراح الذي قام باستخراج دفتر تجاري للمحل الذي كان محل شكوى من الوالدة التي اكتشفت ما فعله ابنتها وتأسست رفقة ابنتها الوحيدة كطرف مدني في القضية، وكانت الشكوى ضد المتهمين المتورطين تخص التزوير واستعمال المزور وخيانة الأمانة والتصريح والإقرار بشهادات غير صحيحة على أساس أنها خاطئة لبقية المتهمين الذين حولهم قاضي التحقيق فيما بعد إلى شهود واكتفى بمتابعة إبن الضحية بتهمة خيانة الأمانة، غير أن المتهم (غ، العيد) في جلسة المحاكمة إعترف بالخطأ الذي ارتكبه، معبرا عن ندمه الشديد على ما اقترفه في حق والدته المسنة وأخته، وبرر تصرفه بأنه كان مدانا لأحد الأشخاص الذي هدده بتسديد ما عليه من دين وإلا رفع ضده دعوى قضائية، ولم يجد حلا آخر غير بيع المحل التجاري الذي كان مقابل40 مليون سنتيم دون علم أمه التي اصطحبها إلى الموثق للتنازل عن الوكالة دون أن تعلم بحقيقة الأمر·