طالبت، أمس، جمعيات وناشطون من المجتمع المدني الجزائريبإقليم أليكانت، قيادة الشرطة الوطنية الإسبانية بفتح تحقيق شامل حول الأحداث التي شهدها ميناء أليكانت، والضرب الذي تعرض له عدة جزائريين مسافرين على مقربة من شبابيك التذاكر، مع توضيح رسمي لمسؤولية الشركة الجزائرية للنقل البحري فيما وُصف بالكارثة· وعلمت ''الجزائر نيوز'' بأن جهات جزائرية تطالب بفصل عوني الأمن اللذين ظهرا في صورة نقلتها وسائل الإعلام، وهما ينهالان ضربا على المسافرين الجزائريين عند فتح شبابيك التذاكر مباشرة بعد وصول الباخرة اليونانية التي جاءت لتنهي الكارثة التي وقعت فيها الشركة الجزائرية للنقل البحري، وأدت إلى تشرد نحو 3 آلاف مسافر جزائري في الميناء لمدة فاقت 4 أيام· ويتوقع أن يجتمع ممثلو المهاجرين في إقليم أليكانت بمسؤولين في قيادة الشرطة، لتقديم توضيحات رسمية حول ما حدث بالضبط في ميناء أليكانت وأسلوب المعاملة وتدخل قوات مكافحة الشغب، غير أن قيادة الشرطة لم تحدد بعد إن كانت ستجتمع أم لا بممثلي الجالية· كما علمت ''الجزائر نيوز'' بأن السفارة الجزائرية وقنصليتنا بأليكانت قد اتصلتا بالمسؤولين الإسبان لتحري القضية، وقال بلقاسم ملال، ممثل الجمعية الجزائرية بأليكانت في حديثه ل ''الجزائر نيوز''، بأنه على السلطات الإسبانية وجهاز الشرطة التحقيق في الضرب الذي تعرض إليه عدة جزائريين داخل الميناء على يد أعوان مكافحة الشغب، مضيفا بأن الباخرة التي جاءت يوم الإثنين لنقل المسافرين إلى وهران كانت مبرمجة ولم تكن ضمن إجراء استعجالي أقرته مديرة الشركة الجزائرية للنقل البحري التي تتحمل كل مسؤولية الكارثة، لكنها غابت وتركت مسافريها متشردين في ميناء غير مناسب لنقل الركاب، باعتباره خاص بنقل السلع وليس الأشخاص· من جهة أخرى، أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى الشرطة الوطنية بإقليم أليكانت، بأن الأمور عادت إلى الهدوء، والمسؤولية تقع على الشركة الجزائرية المكلفة بالنقل البحري، مما أدى إلى وقوع هذه الأحداث، مضيفة بأن أعوان الشرطة كانوا متواجدين من أجل الحفاظ على النظام العام لا غير، وقد أدوا عملهم في الحفاظ على الأمن· من جانب آخر، أعلنت مصادر من الحكومة الإقليمية لأليكانت بأنها قد باشرت اتصالات رسمية مع السلطات الجزائرية والشركة الوطنية للنقل البحري حتى لا تتكرر المأساة، غير أن رفائييل بلانكو، المكلف بالهجرة على مستوى الحكومة الإقليمية صرح بأن المسؤولية تقع على الشركة الجزائرية للنقل البحري التي تسببت في حدوث الأزمة، والخلل الذي شهده ميناء أليكانت الذي لا يتوفر على طاقة استيعاب ضخمة في حالة وقوع مثل هذه الأحداث· وحسب آخر الأخبار، فإن حالة الهدوء قد عادت إلى الميناء بعدما تم نقل نحو 4 آلاف جزائري، وأزيد من 1000 سيارة ومركبة خلال رحلات قامت بها السفينة اليونانية ''أريادان'' باتجاه وهران، كما تكفلت باخرة ''الجزائر ''2 بنقل نحو 1800 إلى الجزائر العاصمة مباشرة بعد إصلاح مؤخرتها يوم الإثنين، حيث تسبب الحادث الذي وقع ليلة الجمعة الماضية على مستوى الميناء في اندلاع الكارثة التي تحولت مع مرور الوقت إلى مسلسل يأس بالنسبة لآلاف المهاجرين الجزائريين الذين حلّوا بميناء أليكانت من مختلف أنحاء أوروبا للتوجه إلى الجزائر من أجل قضاء عطلة الصيف، ليتشردوا في الميناء طيلة 4 أيام عاشوا خلالها مختلف أشكال الإهانة، وقد سافر، مساء أمس، نحو 400 مهاجر كانوا من الأواخر الذين وصلوا إلى الميناء بدون تذاكر، نظرا للطريقة التي ما تزال تعمل بها الشركة الوطنية للنقل البحري فيما يتعلق بحجز التذاكر عن طريق الفاكس، هذه الطريقة التي تعتبر بدائية مقارنة بالأساليب المستخدمة في الخارج· ويتوقع أن ترفع الشركة الجزائرية للنقل البحري طاقة خطها البحري على مستوى ميناء أليكانت ب 6 بواخر باتجاه وهران، وباخرة واحدة إلى ميناء الجزائر· مراسل ''الجزائر نيوز'' من إسبانيا: رفيق زناز