بلغت حرارة الجو أشدها وأثرت بشكل مباشر على '' الغاشي'' الذي يعاني من هذه الحياة الصعبة وأثرت كذلك على حماري الذي أصبح يهذي ويضرب بذيله يمينا ويسارا بحثا عن مكان بارد حتى يهرب من هذا الجحيم· ضحكت من تصرفاته خاصة أنه فكر بجد أن يذهب إلى البحر ويسبح فيه مع الآخرين وقلت له·· - كنت أظنك لا تحس وشعورك معدوم فإذا بك تحولت إلى حيوان حساس ومفكر وتبحث عن الترفيه والبحر والبرودة· لم يعجبه كلامي طبعا وقال مزمجرا··· - أنا فعلا حيوان ولكن في كثير من الأشياء أتفوق على الإنسان خاصة الصبر، فعلا الحرارة أتت عليّ ولكن مازلت حمارا صبورا يبحث دائما عن الأفضل ولست مستسلما مثلكم أنتم البشر! قلت له·· - فعلا أصدقك القول الصبر قليل في زماننا هذا، العيب ليس في سلاسة البشر وإنما في المشاكل التي تحيط بهم من كل جانب، قد يصبرون قليلا تم يفيض الكأس ويتحول إلى غيض! نهق حماري وقال·· نفسها الظروف التي تعانيها أنت أعانيها أنا ونفسها المشاكل التي تتخبط فيها أنت أعرفها أنا ولكن قاطعته قائلا·· - للصبر حدود·· للصبر حدود على رأي أم كلثوم العظيمة والحرارة مفعولها لا ينتهي·· والصبر ينتهي··· !! صمتنا··· ولم نكتف بالصمت بل أفرغنا غليلنا في دلاعة حمراء باردة ولكن للأسف عليها طابع يقول ''دلاع تونسي''!