أكدت الكاتبة والمناضلة في الحركة النسوية، وسيلة تمزالي، في حوار خصت به ''ألجيري نيوز''، أن الحركات النسوية المغاربية تطمح للوصول إلى وعي الحركة معاصرات تطالبن بالمساواة والحرية ولا تخضع لحدود دينية وأفكار إيديولوجية تختصر المرأة في شعرها وجسدها وجنسها، وأشارت أن تحقيق ذلك يمكن أن يجسد بالتعاون ما بين الحركات النسوية من أجل المساواة من مختلف الديانات للتصدي للحركات النسوية الإسلامية· اعتبرت المناضلة في الحركة النسوية، وسيلة تمزالي، في حوارها مع ''ألجيري نيوز''، بأن كتابها ''امرأة غاضبة'' الذي صدر عن منشورات ''سيدي'' هو عبارة عن ثمرة مجهودات وبحوث عن معلومات ووثائق حول موضوع حساس، وهو الحركات النسوية الأوروبية وعلاقتها مع قرينتها في العالم العربي المسلم· وأضافت تمزالي بأنها لا ترى ما يدعو للقلق فيما يتعلق بوضعية الحركات النسوية في المغرب العربي، لأن هذه الحركات في الجزائر مثلا مازالت تكافح وهي صامدة دائما بغض النظر عن بعض المشاكل والعواقب التي تواجهها· وعن العقبات التي تقف في طريق هذه الحركات النسوية في العالم العربي، ذكرت المتحدثة بأن أهم هذه المشاكل هي عدم تمكن المناضلات من تجسيد جميع أفكارهن بسبب غياب الحريات، والتي اعتبرتها من بين أهم الاهتمامات التي يجب أن تبنى عليها أي حركة نسوية إلى جانب الديمقراطية والمسائل السياسية· وأشارت تمزالي إلى أن المرأة في العالم العربي أصبحت مجرد عملة تبادل مع الحركات الإسلامية وفي قلب المناوشات السياسية، مضيفة بأن الحركات النسوية اللائكية لم تتمكن من تحقيق كل طموحاتها، عكس ما حدث في أوروبا والعالم الغربي في سنوات الستينيات والسبعينيات، ''وليس هذا فشل في العمل النضالي لهذه الحركات وإنما لأن هذه الأخيرة لم تصل إلى درجة أن تكون حركات تحررية للمجتمع''· وصرحت تمزالي بأن الحركات النسوية المغاربية لم تكن ذات صدى كبير لدى الآخر، لأنها لم تكن قوية كفاية، فهي لم تعش عصرا ذهبيا إلا لفترة قصيرة في الثمانينيات، كما أنها نشأت في مضمون سياسي متعلق بالاستقلال وباهتمامات بالوطنية، وبناء الوطن والتطوير الاقتصادي والاجتماعي، وهي أسباب كغيرها من آلاف الأسباب شكلت عقبة في طريق هذه الحركات التي تنتمي إلى مجتمعات تستعمل الدين كوسيلة للتحكم والسيطرة على المجتمع والسياسة· وأبدت المتحدثة إعجابها ب ''الحركة من أجل المساواة'' و''أخوات في الإسلام'' من ماليزيا والتي لا تربط نفسها لا بالدين ولا بالسياسات غير المرتبطة بالواقع المعاصر، وتضيف ''وهذه حركات نسوية مسلمة لأنها بقيادة مسلمات من مختلف دول العالم، وهي تطالب بالمساواة والعدل بأي ثمن، مؤكدة أن مثل هذه الحركات وغيرها من الحركات النضالية في جميع الديانات يمكن أن تتحد مع بعضها وشق طريقها إلى الأمام وذلك بتحليها بوعي امرأة مسلمة حديثة· ومن جهة أخرى، أوضحت تمزالي بأن هذه الحركات تقف في وجه ''الحركات النسوية الإسلامية'' التي تمثل اليوم تيارا جد منظم مسير من طرف الأوروبيين خصوصا في إسبانيا وبرشلونة بالتحديد، والتي تمثل أحد المراكز المهمة لهذه الحركة، وأضافت بأن هذه الحركات تملك وسائل مالية ضخمة وتضم نساء لا يطالبن لا بمبدأ المساواة ولا بالحرية وممنوعات من الحديث عنهما· وأوضحت ذات المتحدثة بأن الحركات المغاربية اللائكية لا تؤمن بوجود حركة نسوية إسلامية، وبالرغم من ظهور تيار أراد أن يشرح الإسلام لصالح المرأة إلا أنه لم ينجح بالرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلها في بداية القرن العشرين وبورقيبة بعد ذلك، إلى جانب بعض المثقفين مثل فتيحة مرنيسي وأركون والإخوة شرفي، وأشارت إلى أن الحركات النسوية اللائكية تريد المساواة خارج كل التساؤلات الدينية وترغب في ترك الروحانيات والدين والوعي كل في مكانه المناسب· وصرحت المناضلة بأنه بالرغم من كل ما حققته بعض الحركات النسوية وتحررها من بعض التعصبات التي يفرضها الدين وتحقيقها لمتطلبات ورغبات المجتمع الحديث، إلا أنها تترك تساؤلات حول الحرية الوجودية للفرد، مؤكدة بأن غياب حرية الوعي لن يوصل هذه الحركات لأي شيء يذكر، خصوصا وأن المرأة كانت في لحظة من اللحظات تخضع لحدود دينية وأفكار إيديولوجية تختصر المرأة في شعرها وجسدها وجنسها·