ناقش أساتذة وشعراء جزائريون مساء أول أمس خلال ندوة أدبية ب''الصالون الثقافي لحديقة البدع''، تطور الأدب الجزائري المعاصر من خلال مداخلتين لدكتورة والصحفية الجزائرية المقيمة في قطر خيرة حمر العين، والدكتور محمد الصالح خرفي، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري المنظم في إطار تظاهرة ''الدوحة عاصمة للثقافة العربية ''2010 واعتبرت خيرة حمر العين في مداخلة لها بعنوان ''مغالطة الأدب النسوي العربي.. المآزق والأوهام'' أن مفهوم ''النسوية'' ارتبط بالحركات النسوية التحررية والنضال ضد التمييز العنصري في العالم. وأكدت المحاضرة أن مصطلح الأدب النسوي من شأنه أن يموقع أدب المرأة في درجة ثانية ويجعلها رهينة للخطاب التقليدي الذي يحصر الصراع في ثنائية ''مذكر- مؤنث''، متسائلة في الوقت ذاته عن موقع المرأة العربية من نظيرتها الغربية، معتبرة أن ''المرأة العربية تختلف عن الغربية، وأن المساواة التي ينادي بها الغرب لا يمكن تحقيقها''. كما أشارت صحفية مجلة ''الجسر'' الثقافية القطرية إلى تزايد الوعي بمفارقات اللغة، بما يعطي الأولوية لضرورة التأمل في كل خصائصها خاصة ما يتعلق بمستويات التعبير، وأن فكرة الأنوثة التي تعني الضعف والكسر في لسان العرب، دليل على الحنو والمحبة والأمومة. من جانبه، ركز الدكتور محمد الصالح خرفي في حديثه عن الأدب الجزائري، على الشعر من خلال ذكر مجموعة من النماذج الأدبية الحية. واعترف أستاذ قسم اللغة والأدب العربي بجامعة جيجل؛ بأن هناك عودة للذات الجزائرية من خلال الإصدارات، وتكريس فعل الكتابة، أو ما أطلق عليه اسم ''الانكتاب''، حيث قال إن كل جيل من الأدباء والشعراء الجزائريين استفادوا من تراكمات من سبقوهم، مع وجود حلقات مكملة لبعضها البعض، وأن الانبعاث الجديد للأدب الجزائري يعود إلى عشرينيات القرن الماضي، كما أن الأدب الجزائري يدخل في إطار المنظومة العربية الشاملة، واستفاد من الموروث الأدبي والشعري قديمه وحديثه، وأن الذات الجزائرية منطبعة في النصوص الأدبية بكل أصنافها، على حد تعبيره. وأشار صاحب أطروحة ''جماليات المكان في الشعر الجزائري المعاصر'' إلى أن التحول في نمط الكتابة تم بصمه بظهور جيل ما بعد الاستقلال، وظهور قصيدة التفعيلة والشعر الحر، كما أن البعض مزج بين النمطين داخل النص الواحد، وشيوع القصيدة المجزأة إلى مقاطع تقصر أو تطول، معتبرا أن أول التغيير الذي طرأ على النص الشعري الجزائري في بنيته العامة من الشعر العمودي إلى شعر التفعيلة، وجد صدى له في سبعينيات القرن الماضي. وأوضح المتحدث أن الكثير من الشعراء عادوا إلى الموروث الشعري العربي القديم، خاصة في عنصر ''الأطلال'' المرتبط بالمكان، مثلما هو الحال عند الشاعر عيسى لحيلح الذي اشتهر بنسج قصائد على منوال المعلقات، وهي قصائد مطولة ذات قيمة أدبية رفيعة.