رحل، أول أمس الجمعة، إلى جوار ربه الموسيقار الجزائري الكبير شريف قرطبي بمرسيليا عن عمر يناهز 75 سنة، إثر مرض عضال لازمه الفراش لمدة طويلة، تاركا في رصيده الفني أكثر من 700 عمل موسيقي متميز· يعتبر شريف قرطبي من الأسماء الفنية الكبيرة التي ارتبطت بها الساحة الفنية بعد الاستقلال، وساهم في إثراء التراث الفني الوطني الأصيل، وهو من مواليد 24 فيفري 1935 بالبرواقية، وانتقل إلى العاصمة في ,1955 بعد دراسة تعليمية متعثرة، والتحق بالمعهد البلدي الموسيقي، حيث تلقى دراسة ذات مستوى على يد عبد الكريم دالي وعبد الرزاق فخارجي، إلى جانب عدة أجانب، إلى أن توقف عن الدراسة في .1961 بعد الاستقلال مباشرة استفاد من منحة دراسة إلى القاهرة لمواصلة تكوينه الفني، ليعود إلى الجزائر في 1964 ويلتحق بفرقة الجوق الوطني برئاسة هارون الرشيد، وكانت بدايته في هذه الفرقة رفقة عدد كبير من العازفين منهم لخضر مصطفاوي وبن علي وتركيان، كما كانت بدايته في تلحين الأناشيد القصيرة· أما الأغاني، فلحن أول أغنية بعنوان ''لا تلومو علي'' من كلمات محمد الحبيب حشلاف وأدتها المطربة نادية، في بداية 1969 لحن أغنية عنونها ''ياللي عرفتوني به'' من كلمات حداد بن مراد، وأدى هذه الأغنية بصوته، وكان خائفا وشاهدها الجمهور آنذاك في شاشة التلفزيون في حصة اسمها ''ارتجال'' لبن عمر بختي، وبعدها لحن العديد من الأغاني التي جعلته في مصف الملحنين الجزائريين والمغاربة الكبار· وتعامل الشريف قرطبي مع نخبة كبيرة من الفنانين الجزائريين منهم على سبيل المثال نادية، المرحوم عبد الرحمن عزيز، الهادي رجب، سعيد سايح ومحمد راشدي في أغنية الخاتم من كلمات العربي علال، كما كان له الفضل في تلحين الأناشيد الوطنية التي منها ''من أجلك عشنا يا وطني'' و''إلياذة الجزائر''، وأيضا ''جزائر يا مطلع المعجزات''، ولحن أيضا لفرقة البلابل لمدينة غرداية، ولطيفة رأفت، ووردة الجزائرية أغنية ''الصومام'' سنة ,1984 وصباح الصغيرة··· وغيرهم · كما لحن أيضا موسيقى لأفلام ومسرحيات منها فيلم ''بوعمامة'' وفيلم ''الزيتونة'' وكذا مسرحية ''الجواهر'' لعبد القادر علولة، ''قالو العرب قالو'' و''العيطة'' و''الشهداء يعودون هذا الأسبوع''، وغيرها من الأعمال التي أثرت رصيده الفني الذي بلغ أكثر من 700 لحن·