وضعت أجهزة الأمن بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائرية، آلية مشتركة لتشديد الرقابة على بعض الرحلات المتوجهة نحو دول عربية وأوروبية، بعد اكتشاف عدة عمليات لتهريب مبالغ كبيرة من العملة الصعبة، خاصة الرحلات نحو القاهرة وتونس ومرسيليا وإسبانيا ودبي ولندن، بعد ما تبين أن شبكات تهريب العملة الصعبة أصبحت تلجأ للرحلات الجوية لتهريب مبالغ كبيرة بعد تضييق الخناق عليها على مستوى الحدود البرية· وتلجأ بعض الشركات الأجنبية العاملة في قطاع الخدمات تقوم بشراء مبالغ كبيرة من العملة الصعبة من السوق السوداء وتحويل تلك المبالغ نحو بلدانها الأصلية بطرق غير شرعية بعد تشديد الخناق على عمليات تحويل أرباح الشركات من قبل المديرية العامة للضرائب وبنك الجزائر· وكانت شرطة الحدود تمكنت خلال الأسابيع الأخيرة من اكتشاف مغلفات معبأة بالعملة الصعبة على متن رحلات متوجهة نحو الخارج، وعلى وجه التحديد نحو القاهرة، كما تم إلقاء القبض على العديد من المهربين في عمليات لمصالح الأمن بولايات الشرق الجزائري الحدودية، وتم استرجاع مبالغ فاقت قيمتها 11.2 مليون يورو· وقد اعتمد بعض المستثمرين الأجانب استراتيجية جديدة لتهريب العملة الصعبة من الجزائر، تتمثل في الاتفاق مع أشخاص يقيمون بالخارج ولهم مصالح بالجزائر على تسليمهم مبالغ كبيرة بالدينار الجزائري محليا، مقابل استلامهم لمبالغ بالعملة الصعبة في أوروبا أو مصر أو بعض بلدان الخليج، حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون عند الدخول أو الخروج من الجزائر· وقد ساهمت هذه العملية في تغذية الاتجاه التصاعدي لسعر صرف العملة الصعبة في السوق الموازية، وبلوغ سعر صرف الدولار أو اليورو مستويات مرتفعة جدا، بسبب لجوء المهربين إلى أسواق العملة الموازية بالمناطق الشرقية للجزائر والعاصمة الجزائرية·