اختتمت، أول أمس، بالمكتبة الوطنية، فعاليات الملتقى العلمي ''توظيف التراث في المسرح المغاربي'' الذي نظم ضمن فعاليات المهرجان الوطني الخامس للمسرح المحترف، من خلال مناقشة المحور الرابع والأخير من هذا اللقاء، والذي حمل عنوان ''المسرح بين التراث والنظريات المسرحية الجديدة''، بمشاركة محاضرين من الجزائر ومن مختلف الدول العربية المشاركة في المهرجان· أكد أستاذ الدراما والناقد المسرحي الفلسطيني، نادر القنة، في اليوم الثالث والأخير من الملتقى العلمي ''توظيف التراث في المسرح المغاربي'' الذي نظم ضمن فعاليات المهرجان الوطني الخامس للمسرح المحترف، خلال مداخلته حول ''الموروث في المسرح المغاربي بين الأنسقة الإيديولوجية والتنظيرات الهرمنيوتيكية من منظور مشارقي''، بأن الملتقى المشرقي، ومعه أهل التكنوقراط من النقاد الاختصاصيين والخبرويين أنفسهم في وضع اغترابي أمام خصور التراث في العرض المسرحي المغاربي، أمام الفجوة الثقافية المصطنعة بين مشرق الوطن العربي ومغربه، وأضاف بأن هذه الأخيرة تؤدي إلى تفسيرات إيديولوجية مغايرة ونقيضة للطروحات المقصودة، مشيرا إلى أن التلقي النقدي الأكاديمي والانطباعي يتوقف عند حدود جماليات العرض دون الدخول في أنسقته الإيديولوجية وكأن التراث ليس جزء أصيلا من التكوين الابستمولوجي للمتلقي· ومن جهتها، بدأت عواطف نعيم، المخرجة والناقدة المسرحية القادمة من العراق، مداخلتها بتعريف التراث الذي قالت عنه بأنه مخزون وافر ومتراكم عبر الخبرة الإنسانية، وأضافت بأن إعادة استعمال التراث يجب أن يكون بوعي تفرضه الحداثة، ولذلك يجب فهمه ونفض الغبار عنه، وأضافت بأن الاختلافات في المدارس القديمة التي أدت إلى ظهور المدارس الحداثية والنظريات المسرحية الجديدة، وقامت بذكر بعضها على غرار المسرح المفتوح ومسرح الدمى ومسرخ الشمس التي كسرت كل ثوابت المسرح الكلاسيكي· أما جميل حمداوي، عضو الجمعية العربية لنقاد المسرح من المغرب، فقد تناول خلال مداخلته حول ''النظريات المسرحية المغاربية بين التجريب والتأصيل''، إلى دراسة النظريات المسرحية المغاربية بين التجريب والتأصيل أو دراسة للنظريات الموجودة في الساحة الثقافية المغاربية كالنظرية الاحتفالية والنظرية الاحتفالية المتجددة والمسرح الثالث والمسرح الفردي والنظرية المسرحية الإسلامية ومسرح المرحلة ومسرح الفوال... وغيرها· أما سعيد الناجي، دكتور دولة في المسرح العربي، فقد تطرق إلى ''أنثروبولوجيا التراث في المسرح المغاربي''، حيث أبرز بأنه بالرغم من اختلاف وتائر المسرح في بلدان المغرب العربي، ورغم وجود خصوصيات لكل تجربة مسرحية، إلا أن استثمار التراث والعودة إليه واستعمال مفرداته وتجاربه يكاد يكون قاسما مشتركا بين المسارح المغاربية وبين الطيب صديقي الذي استهل تجربته بالعودة إلى ''الحلقة''، وعبد القادر علولة الذي عاد إلى ''الفوال''، وعز الدين المدني الذي عاد إلى ''ثورة الزنج''، مؤكدا أن هاجس استثمار التراث كان متحكما في مخيلة المسرحيين المغاربيين· وفي تدخل رئيس الجلسة الأخيرة من الملتقى، محمد ساري، أستاذ السيميائيات والمدارس النقدية بجامعة الجزائر، فقد تناول موضوع ارتباط المسرح المغاربي في بدايته بالمسرح الأرسطي عبر اقتباسات وترجمات لمسرحيات أوروربية كلاسيكية، مشيرا إلى أن المسرح اكتشف بعد ذلك التراث المحلي واستثمره في إنتاجه السرحي دون أن يتخلى عن اللجوء إلى نظريات المسرح الجديدة، وهي ما اعتبرها إشكالية جديرة بالاهتمام والدراسة لكشف أغوارها عبر العديد من المسرحيات· للتذكير، فقد تطرق المشاركون في هذا الملتقى العلمي إلى العديد من المواضيع والمحاور التي تهتم بتوظيف التراث في المسرح المغاربي على غرار موضوع التوظيف الإبداعي للتراث في المسرح وتوظيف التراث الشعبي في المسرح المغاربي ومحور التراث في المسرح الجزائري الذي تناول موضوع ظاهرة إيراد الطقوس إلى المسرح والأطراس التراثية في مسرحية ''جحا''، إلى جانب عرض تجارب هذا التوظيف في العديد من الدول العربية، وذلك خلال الأيام الثلاثة الأولى للملتقى العلمي·