قضت، محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، مساء أول أمس، بسجن شابة في العقد الثالث من العمر لمدة 15 سنة بتهمة تسميم عشيقها الخاطب لغيرها حيث وضعت له السم القاتل للقوارض في فنجان القهوة الذي احتساه بمنزلها الكائن بمدينة شلغوم العيد· وقائع القضية تعود إلى شهر أكتوبر من السنة الماضية عندما تنقل الضحية (خ/ر) البالغ من العمر (33 سنة) إلى بيت المتهمة التي كانت تجمعه بها علاقة عمرها سبع سنوات، وعندها أحس بأوجاع وآلام على مستوى البطن، وقالت المتهمة لدى استجوابها من قبل هيئة المحكمة أن الشاب تناول كمية كبيرة من ''الرهج'' في محاولة منه للتخلص من حياته، وأنها خرجت بسرعة إلى الصيدلية وجلبت له الدواء، وأوصت أختها بإعطائه زيت الزيتون لإبطال مفعول السم غير أن ذلك لم ينفع مع الضحية الذي توفي بمصلحة الاستعجالات عندما لم تجد عملية غسيل المعدة التي أجريت له نفعا· ممثل النيابة العامة لم يقتنع بالتصريحات التي أدلت بها الشابة المتهمة، وقال أنها أرادت الانتقام بفعلتها هذه من عشيقها الذي خطب غيرها قبل أسبوع من وقوع الجريمة وقامت بدس المادة السامة المخصصة لإبادة الطفيليات والقوارض له في فنجان القهوة للقضاء عليه، وهو ما يظهر توفر أركان الجريمة حسب ممثل الحق العام وثبوتها في حق المتهمة التي قامت بإزهاق روح الضحية الحامل لشهادة جامعية ويعمل ناقلا للمسافرين على متن حافلة خاصة· الدفاع وخلال مرافعته، قال أن السلوكات التي قامت بها موكلته بعد تعرض الضحية لأوجاع تنفي علاقتها بالجريمة ولو كانت تريد التخلص منه لتركته يموت مسموما ولم تفعل شيئا له من أجل إنقاذ حياته وأنه لا توجد أي علاقة بين خطبة الضحية والأسباب المزعومة التي كانت السبب في وقوع الجريمة· من جهته، صديق الضحية ولدى مثوله للشهادة، ذكر أن الفقيد أعطاه قبل دخوله منزل المتهمة شريحة للهاتف النقال وأخبره بأن يتصل بخطيبته لتتأكد أنه برفقته وليس مع المتهمة التي اعتاد على زيارتها في بيتها طيلة مدة علاقتهما، وهو ما لم تنفه الشابة التي قالت بأن مدة سبع سنوات كانت كافية لتتزوج بالضحية وأنها لم ترتكب أي شيء يضر به· النيابة العامة طالبت بالمؤبد في حق المتهمة قبل أن تنطق هيئة المحكمة بالحكم السالف ذكره·