أراد حماري بدوره أن يعبر عن تضامنه مثل كل الغاشي عن ما حدث لأسطول الحرية فقرر جمع عدد من الناس أمام البيت ورفع شعارات التنديد والصخيب والوعيد·· بقيت أراقبه من الشرفة·· وبقي يشير لي بالنزول والمشاركة·· لم أعره اهتماما ليس لأن القضية ليست في قلبي ولكن موقفه ضعيف·· ردد عبارات كثيرة وردد بعده كل الغاشي·· لا للحفرة·· لا للظلم·· كلنا غزة·· كلنا ضد اليهود·· ورفع الأعلام عاليا وكل ''الغاشي'' معه·· ذكرني بحال كل العرب الذين لا يملكون سوى الضجيج ما فائدة الصراخ في الشارع والحفرة بعينها تضرب بيد من حديد؟ هل لنقول للعالم إن إسرائيل حفارة؟ وهل لنقول أيضا إن أمريكا متواطئة وتعرف مسبقا بالأمر؟ الكل يعرف·· والخلاصة التي يجب أن نستنتجها أن القوة هي الأساس·· يجب أن تكون قويا·· وفقط·· وعندها سوف تتغير المعادلة الغبية· مازالت التخمينات تراودني حتى سمعت صرخة في مكان تجمع حماري·· أسرعت إلى الشرفة حتى رأيت حماري مبللا يقطر من رأسه إلى قدميه·· ووجدت خالتي الطاوس ''صاحبة العمارة'' تمطره بوابل من الكلام وقد رمت عليه دلوا من الماء·· االرجال تاع الصح يفعلوا ما يهدروشا...