أيدي الغدر حالت دون إتمام الطفل الصغير محمد إسلام فرحته بكبش عيد الأضحى في سنة 2008 بعين طاية، حينما قام جاره المتهم في قضية مقتل قاصدي مرباح سنة 1993 بنفس المنطقة باختطافه وقتله بطريقة بشعة إنتقاما وفق ما قاله لمقتل والده بمقهى والد الطفل الصغير الذي لم يرأف به وحش بشري. عادت محكمة الجنايات وفتحت جرح ذوي الطفل محمد إسلام عندما نظرت في القضية، أول أمس، وقد ساد صمت رهيب قاعة الجنايات التي امتلأت عن آخرها واقشعرت أبدان الحضور حين سماعهم والد محمد إسلام يروي فرحة إبنه بكبش عيد الأضحى وهو متأثر ومتحصر على طريقة اغتيال البراءة دون رحمة ولا شفقة، حيث راح يروي لهيئة المحكمة فرحة إبنه بنبرة حزينة محاولا تمالك دموعه، مصرحا بأن محمد إسلام البالغ من العمر 7 سنوات كان يوم 7 ديسمبر 2008 فرحا بكبش العيد ولحظة خروجه من المنزل إلى المدرسة حيث يدرس في الصف الثاني مرتديا معطفه الشتوي وحذائه الرياضي، إلا أن يد الغدر لم تدعه يكمل فرحته بالعيد ولم يعد إلى البيت، يصمت لحظات ثم يواصل حديثه عن فلذة كبده مؤكدا لهيئة المحكمة أن المجرم الذي كان جاره لم يظهر له أي حقد بعد وفاة والده الذي كان يرتشف فنجان قهوة بمقهاه مضيفا أن تشريح الجثة بينت أن وفاته طبيعية ولم يسبق له أن اتهمه بوفاة والده، من جهتها حاولت رئيسة الجلسة إستجواب المتهم الذي أصر على التزام الصمت رغم محاولات النيابة العامة سحب الأجوبة منه، ليصرح لهيئة المحكمة بأنه بفعلته حاول الإنتقام لوالده الذي توفي بمقهى والد إسلام، حيث صرح في محاضر التحقيق أنه كان يترصد الطفل محمد إسلام قبل 10 أيام من الحادثة الأليمة، بعدما اقتنى سكينا وأخفاه في منزله وفي يوم الواقعة شاهد محمد إسلام متجها إلى المدرسة كالعادة وعند اقترابه من منزله قام باحتضانه وإدخاله بالقوة إلى ساحة المنزل ثم أخذ قضيبا خشبيا ووجه له ضربة قوية إلى جمجمته تلتها 6 ضربات أخرى كانت كافية ليتطاير مخ الطفل محمد إسلام في مختلف أرجاء المنزل، وكانت القاضية من حين لآخر تظهر صور مسرح الجريمة للمتهم وكان والد المتهم يخرج من القاعة أثناء عرض صور إبنه الذي راح ضحية غدر إلا أن المتهم الذي كان ملتحيا رفض الإجابة على الأسئلة المطروحة وحتى على دفاعه الذي عينته المحكمة ·· أطوار القضية التي هزت مدينة عين طاية يوم 7 ديسمبر 2008 تعود إلى عشية عيد الأضحى، حينما تلقت مصالح الأمن بلاغا باختطاف طفل واقتياده بالقوة نحو منزل المتهم الذي رفض فتح الباب لمصالح الأمن التي اضطرت لاستعمال القوة، حيث عثرت على جثة الطفل هامدة تسبح في بركة من الدماء وأجزاء من الجمجمة والمخ متناثرة في أرجاء المنزل وآثار دمائه على الجاني، ليتبين أن الجثة تعود للطفل ''د·محمد إسلام'' الذي ينحدر من عين طاية وجار المتهم· وبعد المداولة أدانت هيئة المتهم ''ب·توفيق'' بالإعدام لارتكابه جناية قتل بشعة راح ضحيتها الصغير محمد إسلام·