على وقع أنغام ''وان تو ثري فيفا لالجيري''، ووسط طقوس احتفالية خاصة منها الرقصة الإفريقية للطلبة الوافدين من دول إفريقيا على غرار النيجر ومالي··· الخ، كان حال الطلبة الأجانب بالجزائر بعد انتهاء مقابلة ''الخضر'' مع الإنجليز بنتيجة التعادل التي أعادت لهذه الفئة نفس التفاؤل ورفعت معنوياتها، وهو ما اعتبره العديد منهم رسالة تأكيد أن ممثل العرب الوحيد يستحق فعلا التأهل· بين مناصر لمنتخب بلده الأصلي على غرار طلبة نيجيريا المتمدرسين بالجامعات الجزائرية، وبين من التفوا حول الفريق الوطني أمثال الطلبة الوافدين من دول المشرق العربي والصحراء الغربية وفلسطين لمناصرته، يتابع الطلبة الأجانب بالإقامة الجامعية طالب عبد الرحمان 02 الواقعة ببن عكنون غرب العاصمة التي تعد من بين الإقامات التي تضم أكبر عدد من الطلبة الأجانب بالجزائر أجواء مقابلات المونديال، فقد سمحت الجولة الاستطلاعية التي قادت ''الجزائر نيوز'' إلى عدد من الإقامات الجامعية فرصة لمعرفة توجهاتهم والفرق التي يساندونها. ولأن طريقة التعبير عن الفرح والتشجيع والمناصرة تختلف من طالب إلى آخر، غير أنهم يشتركون في شيء واحد هو مناصرة المنتخب الجزائري بحكم أن ما يمكن ملاحظته هو تمييزهم وحفظهم أسماء اللاعبين، بل أكثر من ذلك الأغابي الرياضية و''معاك يا الخضرا رابحا ولاخاسرا'' و''وان تو ثري فيفا لالجيري''... هذه العبارات رددها الطالب الأردني عيسى الصمادي تعبيرا منه عن الرضا بنتيجة التعادل المسجلة خلال المقابلة التي جمعت بين الجزائر وإنجلترا التي شرفت -حسبه- العرب، حيث لم يخف المتحدث إعجابه بمستوى أداء لاعبي المنتخب الوطني خلال المقابلة، واصفا بذلك أدائهم ب ''الرائع''، ولم يتوقف المتحدث عند هذا الحدث بل آثر تقديم شكر خاص لسعدان واللاعب رياض بودبوز وحارس المرمى مبولحي واللاعب نذير بلحاج الذي على ما يبدو أنه استقطب اهتمام الطلبة الأجانب بالجزائر، فقد تردد ذكر اسمه على لسان العديد منهم. ويأتي التأكيد على تشجيع الطلبة الموريطانيين والصحراء الغربية واليمن على نحو يؤكد تشجيعهم للمنتخب الجزائري، وهو ما يتضح في قول الطالب عبد الله من دولة موريطانيا الذي قال وعلامات التفاؤل بادية على وجهه ''نحن مع المنتخب الجزائري في كل الأحوال وتعادله مع الإنجليز لأننا أقمنا، أول أمس، عرسا بعد أن تنفسنا الصعداء مع ''الخضر'' الذين قلبوا الموازين، ما عزز ثقتنا بمنتخب يحمل مسؤولية تمثيل الدول العربية في جنوب إفريقيا ونتمنى أن يكون في الطليعة وأن يتأهل إلى المجموعة الثالثة''. وتصب شهادات الطلبة الأجانب في عبارة ''معاك يا الخضرا رابحا ولا خاسرا''، على غرار طالب من الصحراء الغربية الذي كان يلف العلم الجزائري حول عنقه، واستطرد في الحديث عن فخره بالمنتخب الجزائري باعتباره الفريق الوحيد من جنس العرب الذي صمد في وجه الإنجليز. الطلبة الأجانب غير راضين عن أداء الفرق الإفريقية منهم من وصف الأداء بالمستوى الهزيل بالضعيف، فإن الفرق الإفريقية المشاركة في المونديال، وعلى ما يبدو لم تقدم الأداء المنتظر منها من طرف الطلبة الأجانب، ولم تكن حسب توقعاتهم وهو ما تضمنته شهادة الطالب النيجيري بالمدرسة الوطنية للإحصاء والاقتصاد التطبيقي ببن عكنون الذي لم ينتظر أن يهزم البلد المستضيف، وأن تأتي النتائج على هذه الشاكلة، في حين يبقى أداء البرازيل مقبولا، في حين أجمع البقية على أن الأداء ضعيف· الغرف تحوّلت إلى مدرجات ملاعب ونادي الإقامة للتضرع والدعاء ولأن لكل طالب طريقة في التشجيع، فإن غرف الجناح الخاص بالطلبة الأجانب بذات الإقامة بالرغم من أن طاقة استيعابها لا تتعدى الخمس طلبة تحول في الفترة الأخيرة إلى ''مدرجات الملعب'' لمن فضّلوا متابعة المقابلة داخل الغرف عن طريق جمع الأموال واقتناء بطاقة الجزيرة حتى يتمكنوا من متابعة كل المقابلات بغض النظر عما تكلفه من أموال. ولكن عندما يتعلق الأمر بالفريق الوطني، فإن الأنظار تتحوّل إلى نادي الإقامة لمتابعة المقابلة، حيث تفيد شهادة أحد الطلبة الأجانب أن التضرع والدعوة بفوز الفريق الجزائري لم تغب عن المتتبعين للمقابلة الأخيرة عليها خاصة بعد انهزامه أمامه، ويضيف: ''الحمد لله أن النتيجة جاءت على هذه الشاكلة والمنتخب الجزائري قادر على صنع الحدث''·