ما تزال كرة القدم تصنع الأفراح بمجتمعنا فما ان أعلن عن نهاية اللقاء الذي جمع الجزائر وساحل العاج أول أمس، وانتهى بفوز مستحق لأبناء الجزائر إلا وعادت مشاهد الفرحة تعم الأجواء وتصنع ديكورا تعجز الكلمات عن وصفه. منذ إعلان الحكم السيشيلي، الذي نعتبره فال خير على منتخبنا، عن نهاية اللقاء بين الفريق الوطني ونظيره الايفواري تحولت بومرداس إلى ساحة حقيقية للاحتفال بهذا الفوز الكبير للخضر على حساب فيلة الساحل العاجي..وهو نفس الديكور الذي عشناه من قبل في مشوار كتيبة سعدان للتأهل ل"الكان" والمونديال على السواء.. قوافل لا متناهية من السيارات بمنبهاتها القوية تعلن عن ليل طويل من القرع والطبل والرقص تعم أرجاء المكان والأعلام الوطنية ترفرف فوق الرؤوس..وفي كل الأرجاء...مرددين شعار "وان تو ثري فيفا لالجيري" الممزوج بالأغاني الرياضية التي حفظناها ورددناها صغيرا وكبيرا. وانطلقت أفراح جزائرية ليلة أول أمس، بعد تأهل الخضر إلى الأدوار نصف النهائية لبطولة إفريقيا 2010، وامتدت لساعات متأخرة من صباح الأمس. الفرحة الجزائرية كانت غالية جدًا، لأنها جاءت بعد معاناةٍ وفقدان الأمل للحظات إثر التعادل مع الكوت ديفوار طوال اللقاء وانتظرنا نهاية المقابلة وفكرة إقصاء منتخبنا تزاحم مخيلتنا، قبيل استدراك "المحاربون" الذين حسموا الدقائق الفاصلة قبيل انتهاء الوقت الإضافي من المقابلة بفرض التعادل من "الماجيك" ليكون هدفه يضاهي النهايات السعيدة لروائع القصص الكلاسيكية التي تعودنا على قراءتها أو مشاهدتها على الشاشة الصغيرة، اما الهدف الثالث فكان مفجر أفراح بلا انتهاء ومنح الجزائريين أطماعا كبيرة لبلوغ الدور النهائي ولمّا لا الفوز بالكأس الإفريقية. وعمت الأفراح المُطعّمة بالزغاريد أرجاء المكان بعد نهاية اللقاء الكروي بين محاربي الصحراء وفيلة ساحل العاج في واحدة من أروع المقابلات التي أدارها أشبال سعدان. جاء ذلك بعد ان تسربت إلينا الشكوك حول حسم رفاق "دروغبا" للقاء مثلما كانوا يخططون له ولكن سرعة الرد كانت حاسمة بالفعل وجاءت الأفراح على شاكلة ما عاشته الجزائر بعد التأهل المستحق للخضر بعد ملحمة "أم درمان" وأشعلت الحماس في المناصرين الذين استعادوا نشوة النصر وخرجوا مجددا للشوارع هاتفين بحياة الجزائر مرتدين بذلات الفريق الوطني وحاملين الراية الوطنية الغالية على القلوب كثيرا. قد يقول قائل ان الحماس لم ينقص المناصرين في الأيام القليلة الماضية حينما لعب أشبال سعدان أمام مالاوي ومالي وانغولا ولكننا نقر بان الهزيمة التي مني بها فريقنا الوطني بثلاثية نظيفة في أول لقاء كروي لهم في مغامرات "الكان" جعلت "فرامل" المناصرين تضبط أي فرحة قد تسيل اللعاب لأفراح متوالية بعد ان عودنا "الافناك" على ذلك في معظم المقابلات التي أداروها لصالحهم في التصفيات المزدوجة ل"الكان" و"المونديال"..إلا ان المقابلة الرائعة والأداء الأروع للخضر مساء أول أمس أمام فيلة الكوت ديفوار حررت تلك "الفرامل" وأدارت أطماع المناصرين نحو التتويج بالكأس الإفريقية ان شاء الله إذا استمر أداء الخضر بتلك الطريقة الرائعة.