اعترف اللاعب الدولي السابق للفريق الوطني وشبيبة القبائل، أن فريق ''الخضر'' قدم مشوارا طيبا في مونديال جنوب إفريقيا، وأنه أدى ثلاث مقابلات في أعلى مستوى، ويرى أنه خرج من هذه الدورة بشرف كبير، وأنه شرّف كثيرا كرة القدم الجزائرية· وضم صانع اللاعب السابق لفريق شبيبة القبائل صوته إلى الذين يطالبون بإسناد العارضة الفنية للفريق الوطني لمدرب أجنبي بشرط أن يكون مدربا له سمعة عالمية ولاعب دولي سابق كمدرب محلي مساعد· كيف يمكن أن تقيّم مشوار ''الخضر'' في المونديال؟ ''الخضر'' قدم مشوارا طيبا في مونديال جنوب إفريقيا، ونحن فخورين بالمستوى الذي ظهروا به، حيث أكدوا أنه منتخب قوي قادر على فرض منطقه أمام كبار المنتخبات العالمية، وشرّفوا كرة القدم الجزائرية، وأسكتوا تلك الألسنة الحقودة على كرتنا. وصراحة، أنا أرى أنه لا يمكن النظر إلى النتائج في الوقت الحالي، المهم ما كسبناه، فلا ننسى أنه منذ سنتين من الآن لم يكن لدينا منتخب وطني، كما أنه لم يتأهل مرتين على التوالي إلى كأس إفريقيا والآن أصبح يفرض نفسه أمام أكبر الأندية وأحسن دليل المقابلة التي قدمها أمام إنجلترا، ف ''الخضر'' ظهر في المونديال كمنتخب كروي محترم يملك لاعبين كبار، وصراحة فأنا مقتنع بالمستوى الذي ظهر به أمام إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية، والمنتخب أكد في جنوب إفريقيا أنه تحسن من حيث اللعب الجماعي· ما تعليقك عن خروج الجزائر في الدور الأول من كأس العالم بالرغم من أنها ظهرت بمستوى كروي عالي؟ بالنظر للمردود الطيب الذي قدمه ''الخضر'' في ثلاثة مقابلات، أعتقد أن الجزائر كانت تستحق التأهل إلى الدور الثاني، لكن نقص الفعالية في الهجوم حال دون ذلك. وبرأيي، فعلامات الإقصاء كانت منتظرة منذ مقابلة سلوفينيا، حيث ضيع ''الخضر'' فوزا حقيقيا، ورغم أن الجزائر خرجت مبكرا من المونديال، لكن يجب أن نعترف أنها خرجت بشرف كبير، فلم ينهزموا بنتيجة ثقيلة، كما أنهم أثبتوا قوتهم مع منتخبات قوية، والأفضل من كل هذا أن ''الخضر'' أسعد الجزائريين ورفع رأسهم عاليا، ويجب أن نعترف كذلك أنه لا يوجد أي منتخب وطني كروي في العالم أسعد أمته مثلما فعله ''الخضر''، فما علينا إلا أن نتقبل هذا الإقصاء والتفكير في المستقبل· برأيك ما الذي كان ينقص الفريق الوطني الجزائري للتأهل إلى الدور الثاني؟ الكل يعلم أن الهجوم وعدم تسجيل الأهداف هو الوحيد الذي كان ينقصنا للتأهل إلى الدور الثاني، فالمشكل عويص في الخط الأمامي، وظهر هذا منذ كأس إفريقيا، ف ''الخضر'' لم يسجلوا أي هدف في ثماني مقابلات ما عدا هدف المقابلة الودية التي جمعتنا مع منتخب الإمارات، وكان بفضل ضربة جزاء، و''الخضر'' يفتقدون لمهاجمين بارزين، كما أن اللعب بخطة مهاجم واحد في الخط الأمامي ساهم في تعقيم الأجواء لأنه من الصعب على مطمور لوحده أن يسجل أمام الدفاع الإنجليزي أو السلوفيني، كما لا يجب أن ننسى لعنة الإصابات وغياب المنافسة لبعض اللاعبين في أنديتهم الأوربية، أضف إلى ذلك مشكل اللياقة البدنية التي ظهرت في الشوط الثاني في مقابلة أمريكا، حيث تراجع مردود وقوة اللاعبين· سعدان قرر رمي المنشفة والانسحاب من العارضة الفنية للخضر، فمن هو المدرب الذي تراه الأنسب والقادر على قيادة ''الخضر''؟ أفضل أن يكون خليفة سعدان مدربا أجنبيا، ويجب أن يتوفر على كامل الشروط الضرورية، وأن يكون مدربا كبيرا ومشهورا وذات سمعة عالمية، كما يجب أن يكون دور المدرب الأجنبي الاستمرار ومواصلة العمل الذي تم إنجازه منذ سنتين، وأرى أنه ضروري وضع ثقة في مدرب محلي وتعيينه كمدرب مساعد للمدرب الأجنبي، بشرط أن يكون لاعبا دوليا سابقا، كي يكون العمل مشترك ومنسجم· أما إذا فرض المشكل المالي نفسه أمام استقدام مدرب أجنبي كبير، فمن الأفضل على الفدرالية الاعتماد على مدربين محليين، والحمد لله فالجزائر تتوفر على مدربين قادرين على قيادة المنتخب الوطني· كيف ترى مستقبل الفريق الوطني الجزائري؟ الحمد لله أننا ربحنا منتخبا وطنيا شابا، أثبت أنه فريق قوي ويملك مستوى عال، وخصوصا أنه قادر على تقديم الأفضل، كما أننا ربحنا لاعبين نجوم وحارسا قويا وبارعا، فكل هذه المؤهلات تبشر بخير عن مستقبل الفريق الوطني والكرة الجزائرية، وما نتمناه هو أن نرى ''الخضر'' حاضر كل أربع سنوات في كأس العالم، كما يجب أن نحافظ على استقرار التعدادي للفريق الوطني وتدعيمه بعناصر جديدة خصوصا الخط الأمامي، كما يجب التخلي عن بعض اللاعبين المتقدمين في السن، وصراحة أنا جد متفائل من مستقبل ''الخضر''، فأنا على يقين أنه سيصنع من جديد أفراح الملايين من الجزائريين·