أقدمت، ليلة السبت إلى الأحد، مجموعة إرهابية متكونة من 8 عناصر على اختطاف مقاول، ينحدر من قرية أزرو التابعة لبلدية فريحة، الواقعة على بعد 28 كلم شرق مدينة تيزي وزو، وطالبوا بدفع فدية قيمتها ثلاثة ملايير سنتيم مقابل إطلاق سراحه، وهذه العملية تبعتها هبة شعبية كبيرة من عرش آث جناد تضامنا مع عائلة الرهينة، تطالب الجماعة المختطفة بإطلاق سراح الضحية دون دفع فدية، وهددتهم باقتحام الغابات ومطاردتهم إلى معاقلهم، حيث خرج، أمس، المئات من المواطنين للبحث عن المختطف في كامل غابات المنطقة، وقرروا أمس الدخول في إضراب عام عن العمل بفريحة· يعيش سكان فريحة والبلديات والقرى التابعة لها أوضاعا نفسية ساخطة، يسودها التذمر والغضب والتوعد، بعد عملية الاختطاف التي نفذتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال في منطقتهم، وطالبت عائلته بثلاثة ملايير سنتيم، وهي العملية التي تذكرنا بحادثة بوغني التي شهدت هبة شعبية كبيرة، والتي أسفرت عن إطلاق سراح المدعو حساني علي دون دفع فدية· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر محلية مؤكدة، فإن المقاول المختطف بفريحة يدعى ''الوناس ·إ'' 33 سنة، يملك شركة مختصة في بناء العمارات، تم اختطافه الأحد المنصرم بحدود العاشرة ليلا في حاجز مزيف نفذه 8 إرهابيين مسلحين بأسلحة الكلاشنيكوف بالمكان المسمى ثيخوربين المتواجدة على مستوى الطريق البلدي الرابط بين بلدية فريحة وقرية ثالة تفانة، حيث كان المقاول في طريقه إلى منزله عائدا من عرس أحد أفراد عائلته· وفي هذا السياق، أكدت مصادرنا، أن أحد سكان قرية ثالة تفانة كان على متن سيارته في نفس الطريق، وشهد عملية الاختطاف على بعد العشرات من الأمتار، وأسرع على جناح السرعة إلى إحدى مقاهي القرية وأخبر السكان بالعملية· وأضافت مصادرنا، أن أزيد من 30 مواطنا انتقلوا فور سماعهم الخبر إلى مكان تنفيذ الحاجز المزيف الذي يبعد ب 200 متر عن قريتهم، ولم يعثروا على الإرهابيين، لأنهم فروا على متن سيارة المقاول المختطف من نوع ''فولف 5''، وكذا على متن مركبة ثانية مجهولة· واستنادا للمصادر التي أوردت الخبر، فإن هؤلاء المواطنين خرجوا ليلا على متن مركباتهم الخاصة لملاحقة هؤلاء المختطفين، لكن لم يتم العثور عليهم ولم يتم تحديد الوجهة التي سلكوها، وقاموا بنشر خبر الاختطاف بكل قرى المنطقة· وحسب ذات المصادر، فإن عملية البحث عن المقاول المختطف دامت حتى صبيحة الأحد، حيث تم العثور على سيارته في مدينة تيفزيرت· هذا، وعلمنا من أحد أفراد الضحية أن الجماعة الإرهابية التي نفذت عملية الاختطاف اتصلت هاتفيا صبيحة الأحد بحدود الساعة الرابعة صباحا بشقيق الضحية، وطالبته بدفع فدية مقابل إطلاق سراح الرهينة تقدر قيمتها ثلاثة ملايير سنتيم، وأكدت مصادرنا، أن هذا المطلب لقي رفضا مطلقا من طرف سكان فريحة وعرش آث جناد، وهددوا الإرهابيين بالجحيم في حالة إلحاق أي أذى بالضحية، وطالبوهم بإطلاق سراحه فورا دون دفع أي مقابل· وفي هذا الإطار، كشفت مصادر محلية موثوقة، أنه تم تنصيب أول أمس الأحد خلية أزمة لمتابعة هذه القضية، وتم في نفس اليوم وبحدود العاشرة ليلا عقد اجتماع طارئ حضره ممثلو كل قرى بلدية فريحة وبلدية ثيميزار، حيث توصل الممثلون إلى الخروج بقرارين، الأول يتمثل في خروج السكان يوم الاثنين للبحث عن المقاول المختطف·