لقي نداء تنظيم مسيرة سلمية والإضراب الذي دعت إليه خلية الأزمة التي نصبت في اليوم الثاني من اختطاف الضحية لوناس ابارار بمدينة فريحة الواقعة على بعد حوالي 28 كلم شرق ولاية تيزي وزو استجابة قوية، حيث سار عشرات الآلاف من المواطنين أمس من الملعب البلدي إلى غاية مقر البلدية يتقدمهم رؤساء بلديات فريحة، تميزار وأغريب التي يتشكل منها عرش آث جناد. وقام سكان عرش اث جناد في حدود الساعة العاشرة صباحا بعقد اجتماع، وضعوا خلاله خطة لتنظيم المسيرة، التي استجاب لها كل من عرش اث غبري، افليسن وغيرهم من سكان القرى المجاورة لفريحة الذين انضموا بكل روح تضامنية الى هذه المسيرة رافعين شعارات تنديدية منها ''اخلوا سبيل لوناس''، ''أوقفوا الاختطافات '' مطالبين بإخلاء سبيل لوناس الذي وقع فريسة جماعة مسلحة ليلة 3 جويلية الجاري، وعند بلوغهم وسط المدينة كان إمام قرية أزرو الشيخ احمد على متن سيارة يخاطب المختطفين بأسلوب ديني مستعينا بمكبر صوتي ويطالبهم بإخلاء سبيل لوناس ''الذي لا تسمح حالته الصحية بالمبيت في العراء ولا التعرض للتعذيب'' وذكر الإمام في خطابه بالخصال الحميدة التي يمتاز بها الضحية حيث قال ''لوناس يعد من بين المواطنين الذين يساهمون في بناء المجتمع، فهو معروف بحبه لعمل الخير ومساهمته في بناء المساجد ومساعدة المحتاجين'' وإعانة العائلات الفقيرة في شهر رمضان، كما أضاف الإمام نطالبكم بإخلاء سبيل لوناس الذي يحترق قلب والدته لغيابه وهي طريحة الفراش. وتحولت مدينة فريحة طلية يوم أمس إلى مدينة شبح بعد أن انضم كل السكان إلى المسيرة، حيث أغلقت كل المحلات التجارية وحتى المؤسسات العمومية استجابت لنداء شن إضراب عام الذي دعت إليه خلية الأزمة التي تم تنصيبها في اليوم الثاني من اختطاف لوناس، وعبر المواطنون الذين التقت بهم ''المساء'' عن تضامنهم مع عائلة الضحية الى آخر لحظة وهي عودة لوناس سالما إلى ذويه، كما اكدوا وقوفهم إلى جانبهم في هذه المحنة التي ألمت بأفراد عائلة لوناس وإنهم لن ييأسوا ولن يستسلموا ويظلوا يكافحون إلى أن يتم إخلاء سبيل ابنهم المحتجز كرهينة منذ 7 أيام، حيث قالوا أنهم سيحتفلون بعودة لوناس سالما معافا آملين أن يتكرر سيناريو افليسن التي احتفلت أياما وأياما بانتصارها على المختطفين بعدما استرجعت ابنها عبد الله، خاصة وأنهم اتبعوا نفس الطريقة التي انتهجها عرش افليسن. وكان مقرر أن يجتمع مساء أمس السبت ممثلو 53 قرية التابعة لعرش اث جناد لبحث الإجراءات التي يتم إتباعها وكذا تقديم العملية التضامنية التي باشرها منذ الساعات الأولى من اختطاف لوناس والتي تبعتها هبة شعبية كبيرة من عرش آث جناد تضامنا مع عائلة الرهينة.