تمكن سكان عرش آث جناد، بالجهة الشرقية لولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع عرشي آث غبري، بعزازڤة وتيڤزيرت، من كسب المعركة التي خاضوها ضد الجماعات المسلحة لأزيد من أسبوع، وانتهت بإرغامها على إطلاق سراح الشاب المدعو (ا. الوناس) البالغ من العمر35 سنة، والمختطف منذ ليلة السبت الفارط، بالقرب من منطقة تالة تقانة، في حاجز مزيف. تم، فجر أمس الأحد في حدود الساعة الثالثة وثلاثين دقيقة، إطلاق سراح المواطن المدعو الوناس، غير بعيد عن منطقة شعايب، باتجاه بلدية مقلع، دون أن يتعرض للضرب أوالتعذيب أوالأذى من طرف مختطفيه، خلال أكثر من أسبوع قضاها في أحد المعاقل الإرهابية بمنطقة القبائل، الذين تعودوا على معاملة الرهائن بالعنف في حال رفض تسديد فدية أو الرضوخ لمطالبهم، المتمثلة في جمع الملايير على حساب المواطنين الأبرياء، مقابل إخلاء سبيل كل من يتم اختطافه. إطلاق سراح الوناس جرى دون دفع فدية، وعاد إلى أهله وقريته، في حالة صحية متدهورة، خاصة أنه يعاني من مرض السرطان، بعد أن تجند لأجل تحريره مواطنو عديد القرى من ولاية تيزي وزو، تجاوزت 55 قرية، أغلبها من عرش آث جناد، وتشكيل خلية أزمة لمتابعة تفاصيل قضية اختطافه، رغم أن العناصر الإرهابية التي اختطفته، اتصلت مرة واحدة مع عائلته بخصوص نوعية الدواء الذي يتناوله، ودون طلب أي فدية.. وهو ما أكده أحد أعضاء لجنة خلية الأزمة، في تصريح ل”الفجر”، مكذبا خبر مطالبة المسلحين بفدية قدرها ب 3 ملايير. وأضاف المتحدث أن كسب المعركة جاء بعد جلسات ماراطونية لعرش آث جناد، وسكان قرية أزرو، حيث ينحدر المختطف الوناس، الذين جندوا أنفسهم منذ الوهلة الأولى، إلى جانب الجلسات المتواصلة يوميا إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، وكذا المسيرة العارمة التي شهدتها بلدية فريحة، أول أمس، المتبوعة بإضراب عام، الذي يعد الثاني من نوعه بالمنطقة. وتميزت عودة الشاب الوناس إلى مسقط رأسه بإقامة شبه عرس كبير، من خلال توافد المئات من المواطنين إلى منزل العائلة للإطمئنان على حالته الصحية، غير أن معاناته مع مرضه وحالته غير المستقرة، دفعت شقيقه لتحويله على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقيه العلاج اللازم، وكذا جراء التعب الذي نال منه، بعد أن مشى مسافة طويلة إثر إطلاق سراحه بالقرب من منطقة شعايب، قبل أن يتصل بأحد أفراد عائلته، الذين تنقلوا فورا إلى عين المكان. وقد قام أفراد عائلة المختطف العائد، بإبعاد الشاب الوناس إلى غاية استعادة عافيته، كعلاج أولي من الأزمة النفسية الحادة، بسبب حادث الإختطاف الذي تعرض له، واكتفى الوافدون إلى منزله بتقديم التهاني، معتبرين إطلاق سراحه انتصارا كبيرا شارك فيه سكان عرش آث جناد، آث غبرى وتيڤزيرت، بعد أن رفعوا العزم لاستئصال ورم الإرهاب بمنطقة القبائل، واقتحموا أدغال أزرو باتجاه إفليسن ب500 مركبة، بحثا عن الوناس، واقتدوا بما فعله قبلهم سكان عرش آث كوفي ببوغني، وإزناجين بإفليسن، الذين حرروا أبناء منطقتهم من قبضة الإرهابيين المسلحين دون تقديم أي فدية. وكانت قوات الأمن المشتركة قد قررت الدخول في عملية تمشيط واسعة بولاية تيزي وزو، باستعمال مروحيات عسكرية وفرق من المشاة وأخرى مختصة في تفكيك الألغام، لمحاصرة الجماعة المسلحة التي تكون قد فهمت الدرس جيدا، من التعبئة الجماهيرية للسكان، وتفادت مطاردة قوات الجيش، حسب تعبير سكان المنطقة.