تدخلت، أمس، قوات الأمن لتهدئة تلاميذ الثانويات وأوليائهم الذين حاولوا اقتحام مقر وزارة التربية الوطنية، باعتبارها المسؤولة عن الخلط في نتائج الامتحانات بعد أن اكتشف أغلبهم أنهم ناجحون في امتحان شهادة البكالوريا بناء على الرسائل التي تلقوها من ''موبليس'' دون أن تتضمن القوائم الإسمية التي تم الكشف عنها في الثانويات أسماءهم· ''نطالب وزير التربية بتحمل المسؤولية، لا يعقل أن يكون ابني ناجحا بمعدل 56, 10بعد أن تأكدت بنفسي في الرسائل النصية ل ''موبيليس'' أكثر من 20 مرة، لأتفاجأ بعد التحاقي بثانوية الشيخ بوعمامة التي يدرس بها ابني أن اسمه غير وارد في القائمة الإسمية للناجحين في امتحان شهادة البكالوريا''، هكذا جاء رد أحد أولياء التلاميذ المصدومين من النتائج، الذين اقتربت منهم ''الجزائر نيوز'' ''إثر احتجاجهم أمام مبنى وزارة التربية الوطنية بحثا عن تفسير للفوضى وسوء التسيير والخلط الحاصل في نتائج امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان الجارية، حيث سجل عدد الحالات التي تم فيها إما إعلام التلميذ بأنه ناجح في الامتحان عن طريق رسائل ''موبيليس'' ويصطدم بعدم وجود اسمه في قائمة الثانوية، وإما تعلمه ''موبيليس'' بأنه راسب ليجد بعدها اسمه، أما البعض منهم فقد سجل غائبا في القوائم الإسمية للمترشحين رغم حضوره الامتحان وصدور النتيجة في موبيليس· وقد قدر عدد حالات الإقصاء والخلط في النتائج بثانوية الشيخ بوعمامة الواقعة وسط العاصمة ب 40 حالة أغلبها من شعبة تسيير واقتصاد، بينما أفادت مصادر من الوزارة أن النسبة التقديرية للأخطاء المسجلة في نتائج امتحان شهادة البكالوريا الصادرة، أول أمس، تقدر ب 20 % استنادا إلى الشكاوى التي تلقتها الوزارة ابتداء من ليلة السادس من الشهر الجاري· وأفادت تصريحات أولياء التلاميذ أن إجابة إدارة ثانوية الشيخ بوعمامة المعروفة بثانوية ديكارت جاءت على نحو يؤكد أن النتائج سليمة بحكم أنها صادرة من الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات الذي أخلى مسؤوليته هو الآخر، مفندا بذلك رد مصالح متعامل الهاتف النقال ''موبيليس'' الذي أكد أنه يوزع النتائج بعد تسلمه قرصا مضغوطا يتضمن النتائج النهائية لشهادة البكالوريا من الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بناء على الاتفاقية المبرمة مع وزارة التربية، وتمكن بعض الأولياء من التأكد بأن أرقام استدعاء أبنائهم موجودة بذات القرص، غير أنها مغيبة تماما في القوائم الإسمية الصادرة بالثانوية· وتأتي محاولة الأولياء نقل انشغالهم إلى وزير التربية الوطنية المسؤول الأول عن هذا الوضع، بحكم أن الحالة النفسية لأبنائهم أُدرجت في خانة السيئة، حيث هدد بعضهم بالانتحار، بينما البعض الآخر أُحيل على المراقبة الطبية، وهو ما ينطبق على حالة تلميذة أعادت البكالوريا لثالث مرة وكانت ضحية هذا الخطأ·