من يحاسب من؟؟

تصحو قرية وادي عيسي النائمة مثل وحش كاسر، وتحطم ما حولها من أقوال ووعود بائسة نسجتها أفواه لا مصداقية لها، وتواجه في كل ذلك بالعصي والمنع و·· و··
قال حماري···
- قلت لك منذ أيام أن بعض الهدوء الذي نراه يجب ألا نستهين به·· أو بالأحرى، ليس هدوءا، بل سباتا أو ''كومة'' أصابت البلد من شرقه إلى غربه·
·· وقلت، أيضا، أن الإنفجار، حتما، سيكون آجلا أم عاجلا·· وقلت كذلك··لا تستهن بالمواطن البسيط الذي يقبل كل شيء من هذه الدولة، حتى وإن ''عفسته'' ورفسته وتركته جائعا·· إلا أنه سوف يأتي يوم وينفض عنه الغبار، ويصرخ كرجل واحد ··لا·
قلت له··
- المعادلة، كلها، بسيطة·· من يحاسب من؟؟
الشعب ينتخب هؤلاء من يدعون أنهم ممثلوه في المجالس الصغرى والكبرى، وهم بدورهم يهربون من مسؤولياتهم وينهمكون في ملء الجيوب من المال السايب الذي يعلم السرقة، وغيرها من الآفات التي تخصص فيها مسؤولونا·
ثم ليست ''وادي عيسي''، وحدها، المتذمرة، فكل قرى البلد ومداشره ومدنه تعيش حالة من اليأس والفوضى وسوء التسيير··
نهق، حماري، عاليا، وقال···
- بربك، كيف يقبل هذا الشعب المطحون أن يتفرج على أمواله ترمى تحت أقدام الراقصات والراقصين تحت شعار الثقافة للجميع، على شاكلة الخبز للجميع، وتريد منه أن يصم آذانه عن ذلك··؟؟
أموال الخزينة تذهب في اتجاهات كثيرة، باستثناء مطالب الشعب البسيطة التي لا تتعدى المطالبة بالحياة الكريمة التي لا توطي الجبين·
صمتنا، أنا وحماري·· لأن الكلام الكثير من المؤكد أنه سيجرنا إلى مالا يحمد عقباه، والأفضل أن نلتزم، أنا وهو، بسياسة التعتيم التي فرضها طيور الظلام على الجميع حتى يبقى الحال على حاله·