تتواصل فعاليات مهرجان تيمفاد الدولي في طبعته ال 32، وقد تميزت السهرة السادسة بحضور مجموعة من الطبوع الفنية المختلفة، شكلت فسيفساء متناغمة أعلنت عن ميلاد شراكة فنية لا متناهية مزجت بين أنغام جزائرية وأمريكو لاتينية كان نجومها فرقة أسير من كوبا، موراناس من أمريكا اللاتينية، شليم الشاوي ونجم أغنية الراي الشاب رضوان· منشطو السهرة حلّقوا بالجمهور الباتني عاليا في سماء الفن الجميل ورحلوا به إلى بقاع مختلفة من العالم، وأول منطقة حطوا الرحال بها كانت بلد الزعيم فيدال كاسترو، وقد نجح من تم اختيارهم للتعريف بالتراث الكوبي في إمتاع أهل الأوراس بكوكتال رائع من رصيدهم الفني مزجوا فيه بين الأغنية الشعبية الكوبية وموسيقى الجاز الحديثة· وبالرغم من أن اللغة التي كان يغنون بها غير مفهومة، إلا أن الريتم السريع للعرض جعل الجمهور الذي سجل حضوره بقوة لاكتشاف الفن الأمريكو لاتيني يرقص، يصفق، يهتف ويطالب عناصر الفرقة بتأدية بعض الأغاني لكبار موسيقى الجاز في العالم، وهو ما أضفى على المكان جوا حميميا وسحرا مميزا· وفور انتهاء العرض الفني للفرقة الكوبية التي تزور الجزائر لأول مرة، اعتلى ركح تاموقادي الجديدة عناصر الفرقة الأمريكية الثانية معلنين عن شراكة فنية تعانقت فيها النغمة الكولومبية بالأغنية الشاوية من خلال ديو أدته حال انتهاء عرضها مع الفنان سليم الشاوي، وفيه اختلطت الثقافات وألغيت الحدود وفتح المجال واسعا للإبداع كل على طريقته· سليم بصوته الشاوي الرخيم والفرقة الكولومبية برقصات معبّرة أكدت عراقة التراث الأمريكو لاتيتني وقدرته على التأثير حتى وهو بعيد عن موطنه بعشرات الآلاف من الكيلومترات· سليم الذي أوكلت له مهمة رفع الستار عن الفقرة الثانية من السهرة نجح في إرقاص الجمهور الشاوي مطولا، وهو يؤدي مجموعة من أجمل ما غنت حنجرته صاحبة الصوت الأوراسي الأصيل، ومن بين ما قدم كانت ''أغاني زوالي وافحل'' التي ولج بها عالم النجومية، ''قولو قولو''،''راسي شاب''، '' عين الكرمة''··· وغيرها من العناوين المتميزة التي تضمنتها إصداراتها الفنية· وبعد طول انتظار وشغف جماهري كبير حل نجم الأغنية الشبابية رضوان ضيفا مرحبا به ومرغوب فيه من قبل الجمهور الباتني الذي انتظره إلى وقت متأخر من الليل، وهو الجميل الذي حاول صاحب أغنية ''انتيا حبة نيمريك'' رده لعشاقه من خلال النزول عند جميع طلباته، فأدى ''جامي قلبي قاسها''، ''قالو لي عليك''، ''هاد الزين جاي من لالمان''··· وغيرها من الأغاني التي عرف بها وزاوج خلالها بين الريتم السريع والرومانسي المؤثر في العاشقين· رضوان الذي رفض الجمهور مغادرته للمسرح وطالبوه بالمزيد، اختتم عرضه الذي رقص على إيقاعاته جميع من كان حاضرا بأغنية ''نخدع عمري دا الشي موحال'' للشاب حسني، وعلى ضوء الهواتف النقالة رقص الحضور، رافعين أيديهم للسماء في جو مميز أقل ما يوصف به أنه كان رائعا، وأن الليلة السادسة كانت الانطلاقة الفعلية لمهرجان تيمفاد الذي تميزت سهراته الأولى بفتور وحضور جماهيري ضعيف أدخل الشك في قلوب المنظمين خوفا من فشل عرس الأوراس في طبعته الثانية والثلاثين·