تستمر فعاليات مهرجان تيمفاد الدولي في طبعته ال 32، وفي ليلته الرابعة حلت الفنانتان حورية عيشي الجزائرية المغتربة في فرنسا وفيروز الأغنية المغربية، زينة الداودية، ضيفتان على مدينة باتنة· بينما أشعلت بنت المغرب مدرجات المسرح الجديد بأغانٍ خفيفة وريتم سريع، بلبلة الأوراس الأشم التي نشطت الفقرة الافتتاحية نجحت إلى حد بعيد في إمتاع أهل مسقط رأسها بأجمل ما جادت به حناجر شيوخ الأغنية الأوراسية علي الخنشلي وعيسى الجرموني، وقد نجحت إلى حد بعيد في ذلك، وهي التي قالت إنها حملت على عاتقها مهمة الحفاظ على التراث الشاوي الأصيل وحمايته من الاندثار· حورية عيشي التي دأبت على المشاركة في جميع المهرجانات الفنية الجزائرية، وبعد آخر حضور لها بمسرح كويكول بجميلة السنة الماضية، صاحبة الصوت الشاوي الرخيم، حلت هذه المرة وفي جعبتها مجموعة متميزة من الأغاني الشاوية القديمة التي أعادت إخراجها بطريقة مستحدثة جمعت فيها بين الأصالة من خلال الاعتماد على الآلات القديمة وبين الحداثة بإضفاء ريتم سريع على بعضها، وقد حصرتها جميعها في ألبوم صدر لها مؤخرا حمل عنوان ''رعيان الخيل'' الذي كان أول ما قدمته لدى اعتلائها المسرح الجديد، ليلة أول أمس، وبصوت مرهف نجحت حورية في استقطاب اهتمام الجمهور على قلته والعودة به إلى زمن الجرموني وعلي الخنشلي وحينها قدمت ''سد الحلوى'' و''اصدع الأوراس'' و''واش يطلعوا للعقبة واش يهبطوا مسكين''··· وجميعها أغاني لها باع طويل في التراث الشاوي لا يزال أهل منطقة باتنة يحفظونها عن ظهر قلب، وقد ظهر ذلك جليا خلال السهرة، حيث ردد الصغار قبل الكبار كل الأغاني التي قدمتها عيشي، وقد صفقوا ورقصوا على إيقاعها طويلا· بعد حورية التي تميزت بالهدوء والإحساس المرهف، حلت الداودية وبلغة طغت عليها الخفة والنشاط والريتم السريع انطلقت بنت المغرب في تقديم برنامجها الذي مزجت فيه بين الراي الجزائري والتراث الشعبي المغربي، ومن أجمل ما قدمت، وهي تواجه الجمهور بأداء مميز ''أعطوني الفيزا لمارساي'' و''سيدي رسول الله'' قبل أن تنزل عند رغبة الجمهور عندما أدت أغنية ''طال غيابك يا غزالي'' للشاب حسني، وقد نجحت في ذلك، خاصة وأن الجمهور ساعدها في أدائها وصنعوا ديكورا مميزا قالت عنه الداودية حال انتهاء الحفلة، إنه أبكاها وأكد لها أن حبها للجزائر وشعبها أمر لم تخطأ فيه أبدا· فيروز الأغنية المغربية لعبت كذلك على أوتار الأغاني الرياضية وبشعار ''1 3 2 فيفا للجيري'' ألهبت المدرجات قبل أن تتبعها لاحقا بأغانٍ جزائرية أخرى منها ''صبري صبري'' و''أصحاب البارود'' الأخيرة اختتمت بها برنامج السهرة الرابعة من فعاليات التظاهرة التي تميزت بحضور جماهيري محتشم استطاع أن يصنع الفرجة في مدرجات شيدت لاستقطاب أزيد من 5000 متفرج·