وقال بحليطو: كان صديقي الحمار في حالة يرثى لها بفعل الحرارة الشديدة، وكان يحمل مروحة قديمة يستعين بها على طرد ذلك الحر دون جدوى وهو يكلمني عن الجدل الدائر حاليا بين أنصار اللحم السوداني وأنصار اللحم الهندي من أجل تغطية حاجيات سوق اللحوم في رمضان، وبما أن صديقي الحمار مناصر متطرف للمنتخب الوطني وسبق له أن زار السودان ضمن ''ملحمة أم درمان'' فهو مدافع شرس عن خيار اللحم السوداني، وعندما كسّر لي رأسي بدفاعه ذاك قلت له: احمد ربي على أن الحكومة تفطنت لحاجة السوق للحم وإلا كنت أنت وجبة لذيذة لبعض العائلات الجزائرية التي كانت تأكل لحم الحمير على أساس أنه لحم خروف· وبعد أن تكلم الحمار كثيرا سألني أي لحم أفضل، فقلت له: أنا من أنصار اللحم الجزائري، فقال: وأين اللحم الجزائري يا ترى؟ فقلت: إنه معروض الآن على الشواطئ في هذا الفصل·· إنه اللحم الأبيض المتوسط·