وصلت، أمس، أولى شحنات اللحوم المجمدة والطازجة المستوردة من الهند، والتي تهدف الدولة من ورائها إلى وقف المضاربة والندرة خلال شهر رمضان، الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة، إلا أنه من المتوقع أن تبقى هذه اللحوم حبيسة المخازن بعد الجدل الكثير الذي أثارته من حيث شروط الذبح التي قد تخالف شريعتنا الإسلامية من جهة، وقضية جراثيم “السيركيسوت” التي تتكاثر بفعل التجميد والتي قد تضر بصحة المستهلكين من جهة أخرى طريقة الذبح ومسألة جراثيم “السيركيسوت” هاجس المستهلكين اللحوم تنقل في حاويات ب18 درجة تحت الصفر وتوزع عبر80 نقطة بيع كشف، أمس، رئيس مجلس مديري المجمّع العمومي لتحويل وتغليف وتعليب اللحوم “سوطراكوف”، جهيد زفزاف، عن وصول أولى دفعات اللحم الهندي المجمد من أصل 4 آلاف طن تقرر استيرادها خلال فترة شهر رمضان، لتغطية احتياجات السوق الوطنية وذلك بأسعار حددت بين 410 إلى 560 دينار جزائري، حسب النوعية، وذلك وفق التراخيص التسعة الممنوحة من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لاستيراد لحم البقر الهندي منزوع العظم. ويتزامن وصول هذه الدفعة مع استلام المصالح البيطرية تقاريرها النهائية قبل الترخيص بإخراج اللحوم وتوزيعها على 80 نقطة بيع تابعة للمجمع منتشرة عبر شرق، غرب، ووسط البلاد، ذلك أن مراقبة اللحوم بدأت حسب نفس المسؤول منذ مرحلة تربية الأبقار إلى غاية تجميدها بغرض التصدير. مضيفا أنه تم اتخاذ كافة التدابير للتأكد من سلامة اللحوم بالإضافة إلى ضمان نقلها وفق المعايير المعمول بها وذلك في حاويات مؤهلة ب 18 درجة تحت الصفر. إجماع لدى الموطنين على التخوف من لحوم “الهند” رفض عدد كبير من الجزائريين الذين تحدثت إليهم “الفجر” فكرة اقتناء اللحوم المستوردة من الهند بعد الجدل الكبير الذي أثارته هذه الأخيرة. وفي استطلاع أجريناه بأسواق العاصمة للوقوف على مدى استعداد الجزائريين لاقتناء هذه اللحوم، أكد لنا السيد “م.س” عن رفضه القاطع لشراء لحوم الهند خوفا من كونه لا يستوفي الشروط الإسلامية في الذبح، مما يعني إمكانية أن يكون “لحم حرام” وليس لحم حلال. في حين أبدت السيدة “غ.ت” امتعاضها عن شراء اللحوم المجمدة مهما كان مصدرها نتيجة المخاطر الصحية، لأن اللحوم المجمدة تطرح احتمالات كبيرة لتسجيل حالات، مشيرة إلى احتمالات انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يتلف تلك اللحوم إلا أنها تسوق من طرف التجار هواة الربح السريع الذين لا يراعون في ذلك صحة المستهلك، وهي أطماع تتضاعف بعشرات المرات خلال شهر الصيام. أما السيدة “ر.ق” فبررت نفورها من اللحوم المستوردة من الهند بما تم تداوله في مختلف وسائل الإعلام والإشاعات بوجود جراثيم مضرة بالصحة بهذه اللحوم، قائلة “أفضّل عدم اقتناء اللحم على أن أتسبب لأفراد عائلتي بتسممات غذائية جراء تناول هذه اللحوم”. وغير بعيد عن هذه الأخيرة أخبرتنا الحاجة “زكية” أنها مجبرة على اقتناء اللحوم المجمدة خلال شهر رمضان كون معاش زوجها بالكاد يغطي النفقات اليومية وحاجيات أسرتها، مشيرة إلى أنها لا يمكنها تحضير “الشوربة” بدون لحم مما يجبرها على اقتناء أرخص اللحوم المعروضة في السوق، ضاربة عرض الحائط بالمخاطر الصحية للحوم المجمدة. الشروع في تسويق 4200 طن من اللحوم البيضاء من جهتها، شرعت شركة مذابح الوسط في تسويق اللحوم البيضاء وفق أسعار محددة لا تفوق 250 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد. وقد أكد مدير عام الشركة رفيق بوزيدي أن الكمية المقرر تسويقها خلال الشهر الكريم قدرت ب 4200 طن ستوزع على كافة نقاط البيع التابعة للشركة والمتعاقدة معها.