في حوار جمعه ب ''الجزائر نيوز'' على هامش الحفل الذي أحياه في إطار فعاليات مهرجان تيمفاد الدولي في طبعته الثانية والثلاثين، ذكر كادار الجابوني المتربع على عرش الأغنية الشبابية حاليا، أن ولوجه عالم الغناء لم يكن حبا فيه وإنما بسبب الظروف الصعبة التي كان يعيشها، وهو الذي تخرج من الجامعة حاملا شهادة في الحقوق حيث اصطدم بواقع مر تحكمه المحسوبية والذي لا ''معريفة'' له لن يعمل، الشيء الذي أجبر صاحب أغنية ''لابريقاد والسونترال'' على دخول عالم الفن لأنه السبيل الوحيد الذي كان أمامه لتطليق حياة الفقر والحرمان التي كان يعيشها ولأنه إبن حي باب الواد الشعبي، قال كادار أن حبه ل ''الزواولة'' كبير وهو يحس بهم كثيرا ولا يتأخر في مساعدتهم لأنه كان مثل الكثيرين منهم ·· زرت تيمفاد للمرة الثانية على التوالي، الحفل الذي أحييته ناجحا إلى حد بعيد، ما تعليقك على ذلك؟ تربطني بالجمهور الباتني علاقة حميمية لأنني كثيرا ما أتواجد بهذه المنطقة من أجل إحياء الأعراس والسهرات الفنية، وآخر مرة التقيته فيها كانت أثناء الحفل الذي خصص لتكريم المرحوم كاتشو في الذكرى الأولى لوفاته، حينها حظيت باستقبال كبير من قبل أهل الأوراس، وقبل مغادرتي وعدتهم بالعودة إليهم في مهرجان تيمفاد، والحمد لله، وجهت لي الدعوة ولم أخلف الوعد، وبصراحة، لم أكن أتوقع أن أجد نفسي أمام جمهور يحفظ كل ما غنيته عن ظهر قلب، لذا فأنا أحييه وأقول له بأنه يستحق كل الخير والعلامة الكاملة للشاوية .. وماذا أضافت مثل هذه التظاهرات لكادر الجابوني؟ الفضل الكبير في ظهوري يعود لها لأن مثل هذه التظاهرات الفينة هي التي قدمتني للجمهور ومكنتي من التعريف بإصداراتي، وبقدر ما أفرح كثيرا بالدعوات التي توجه لي من أجل المشاركة في المهرجانات بقدر ما يجعلني ذلك أتحمل مسؤولية أكبر لأني أحب الظهور أمام جمهوري بكل ما هو جديد وبما يجعلني أرتقي للأعلى، لأنني أرفض السقوط أمام جمهور وضع ثقته في، وهو الذي حملني مسؤولية التعبير عما يعانيه من ظلم وفقر حرمان وغيرها من الظواهر التي تنخر فئة الشباب الجزائري وعجلت بولوجه عالم الحرفة والانحراف· تتحدث عن معاناة كبيرة يمر بها الشباب الجزائري، هل عانيت منها أنت أيضا؟ عانيت الكثير والكثير، فأنا إبن حي شعبي معظم سكانه ناس ''زواولة''، همهم الوحيد جلب قوت يومهم وسد جوع أولادهم، لذلك أنا أحس بكل ما يعانيه الشباب الجزائري لأنني مررت بنفس ما يعانونه، فأنا خريج جامعة الحقوق وكبقية الجامعيين بمجرد حصولي على الشهادة الجامعية أحلت على البطالة، وبعد مشوار طويل قطعته في البحث عن العمل ''عييت وكرهت'' فيه من دق الأبواب ومنح سيرتي الذاتية، إخترت ولوج عالم الفن والغناء لأنه السبيل الوحيد الذي كان أمامي لتطليق حياة الذل التي كنت أعيشها وتحقيق ما أطمح إليه في الحياة. هل لنا أن نعرف هذه الطموحات؟ كلها تنصب في قالب واحد هو العيش كبيقة الناس، المهم أن الإنسان ''ما يكونش محتاج وما يمدش يدو للطلبة''· وبخصوص الشهادة الجامعية التي تحصلت عليها، ألا تفكر في استغلالها مستقبلا لصنع إسم لك في مجال المحاماة كما فعلت في عالم الفن؟ ''فات الحال'' على ذلك لأنني طلقت المحاماة بالثلاث عندما طرقت جميع الأبواب وأنا أبحث عن عمل، وحينها كان كل واحد أزوره يطلب مني الخبرة التي لا تقل عن خمس سنوات وشهادات أخرى تدعم الليسانس الذي تحصلت عليه، حينها تأكدت أن العمل في الجزائر لا يكون إلا عن طريق المحسوبية و''المعريفة''، ولأنني إبن حي شعبي ''ولكتاف ما عنديش قطعت لياس'' واخترت أن أجعل الشهادة الجامعية التي تحصلت عليها صورة علقتها على الحائط على الأقل لأتذكر في كل مرة أني صاحب مستوى تعليمي عال، لكن الظروف هي التي حرمتني من الاستثمار فيه.. عادة ما تستحضر الجهات الأمنية والقضائية في أغانيك·· لماذا؟ لأنه في بلدنا لا يوجد أي أحد لم يقع في مشكلة رمت به إلى المحاكم أو زار خلالها مركز للشرطة، ولأن ما أغنيه يعالج الواقع كان لا بد أن أدرج هكذا مصطلحات في الأغاني· أما ما عنيته في حياتي فلست الوحيد الذي مر به وجميع الفنانين يتناولونه، ولست الوحيد الذي يفعل ذلك . وهل زار كادار الجابوني مراكز الشرطة والمحاكم؟ أجل، وفي عدة مرات، وبالمناسبة أريد أن أخبر جمهوري بأن كل ما أغنيه هي تجارب عشتها ومررت بها في حياتي. هل بإمكانك أن تخبرنا عن إحداها؟ مثلا أغنية ''لابريفاد والسونترال'' التي ولجت بها عالم الشهرة هي قصة واقعية مررت بها بعد أن دخلت في مشاكل عاطفية أوصلتني إلى مركز الشرطة بعد أن رفعت ضدي دعوى قضائية. تعج الساحة الفنية بالكثير من الأسماء الفنية، الأمر الذي فتح المجال للإنتقادات حتى أنه يوجد من أصبح يصف الفن في الجزائر ب ''العفن''، ما تعليقك؟ مثل هذه الأمور لا تهمني تماما، وعلى من ينتقدون الفن أن يهتموا بأنفسهم أولا لأن لا أحد يختار الفن وهو شبعان، بل الظروف هي التي تقذف به إلى ذلك، ولأنه من حق الجميع الطموح فأنا لا أعارض هذا لأن الفن مرتبط بالجمهور ومن يستطيع أن يصنع له إسما فسيبقى دائما في الساحة، أما من يعجز عن ذلك فسيغادرها في صمت وكأنه لم يكن أبدا، ولهذا يجب ألا نثير ضجة بخصوص الساحة الفنية والأصوات التي تغني فيها لأن الغناء للجميع والبقاء للأقوى والأفضل، أما من يجب أن محاسبته حقيقة فهو الجهات الرقابية التي لا نسجل لها أي حضور في الساحة، أما الشاب الجزائري الطموح لغد أفضل ''فدعه يعمل دعه يمر''· يتضمن برنامج جولتك الفنية، إحياء سهرات في المغرب، ألست متخوفا من وقوعك في تجارب ومشاكل كالتي مر بها بعض الفنانين الجزائريين؟ أنا مغن أحمل رسالة فنية ولا دخل لي في السياسة لأن أهلها كثر، وإضافة إلى ذلك فأنا لا أجيد الحديث حتى في الأمور البسيطة منها، أكيد أنا مع الصحراء الغربية لأنها قضية عادلة وتتعلق بشعب يطالب بالحرية، لكن بالمقابل أنا لا أكنّ العداء لأي طرف، وبالمناسبة أريد أن أوضح بأن الفن أبدا لم يرتبط بالسياسة لذا فتواجدي بالمغرب الذي أحب شعبه كثيرا أو تواجد فنانين مغاربة بالجزائر من أجل الغناء أمر عادٍ لأنه يتعلق بشعبين يربطهم ماض واحد وحاضر مشترك ومستقبل يجب أن نصنعه نحن بالحب والتعاون وليس بالخلافات والمشاكل. وماذا بخصوص جديدك الفني؟ جديدي الفني يتمثل في ألبوم نزل إلى السوق مؤخرا تحت عنوان ''بلا بيك'' من كلامات عبد الرحمان جودي، والحمد لله هو يحتل صدارة الترتيب من حيث المبيعات وسباق الأغاني، ومثل هذه الأمور تفرحني كثيرا وتساعدني على تقديم ما هو أفضل مستقبلا. في الأخير، لو نسأل الجابوني عن الحلم الذي يتمنى تحقيقه مستقبلا فماذا يقول؟ حلمي هو النجاح في مسيرتي الفنية وبلوغ العالمية مع المساهمة في تطوير أغنية الراي الجزائرية وتحسين صورتها في الخارج·