نفت أوساط تيار المستقبل الذي يقوده رئيس الوزراء اللبناني، سعدالدين الحريري، ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، حول قيام الأول بإطلاعه على قرب إصدار قرار ظني من المحكمة الناظرة باغتيال والده، رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، تشير إلى ضلوع عناصر من الحزب بالعملية· بالمقابل، استمر هجوم القوى المتحالفة مع حزب الله على المحكمة التي سبق لنصرالله أن وضعها في إطار ''المؤامرة'' الإسرائيلية، بينما برزت أصوات تحذر من عودة الانقسام المذهبي الذي قاد إلى مواجهات ماي ,2008 التي انتهت بسيطرة حزب الله الشيعي على أحياء سنيّة في العاصمة اللبنانية· ومن المتوقع أن يكون للحريري، اليوم، كلمة تتناول ملف المحكمة والموقف منها، وذلك في افتتاح المؤتمر الأول لتيار المستقبل المقرر السبت· وكان الحريري قد ترأس الجمعة اجتماعاً لكتلة ''المستقبل'' تم خلاله عرض مجمل التطورات السياسية في البلاد· وأكد عضو الكتلة، النائب عمار حوري، أن ''الحريري لم يبلغ نصر الله بمضمون القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية بشأن اغتيال والده وإنما تطرق معه إلى المعلومات الإعلامية المتداولة بشأن هذا القرار''· وتابع حوري قائلاً: ''أوضح لنا رئيس الحكومة أنه تكلم مع نصر الله في المعطيات المتداولة إعلامياً عن القرار الظني، وغير صحيح أنه أبلغه بمضمونه''· وتابع حوري أن ''الحريري ذكّر نواب كتلته بأن التحقيق الدولي لم يستبعد الفرضية الإسرائيلية عن الاغتيال''، ولفت إلى أن ''(المحقق الدولي السابق سيرج) براميرتس تكلم عن فرضية الاغتيال بصاروخ أطلق من الجو بما يعني إسرائيل''. من جانبه، قال منسق الأمانة العامة لقوى ''14 آذار'' التي تمثل الغالبية النيابية في لبنان، فارس سعيد، أن ما يطلبه نصر الله من 14 آذار ''هو الاستسلام وليس المراجعة، الاستسلام للمنطق القائل بأن المحكمة الدولية هي محكمة إسرائيلية''، ورأى أن ''تصنيف اللبنانيين على أنهم إسرائيليون إذا كانوا يطالبون بالحقيقة والعدالة، ووطنيون إذا كانوا ينسفون منطق الحقيقة والعدالة، هو منطق مرفوض''· وأعرب سعيد عن اعتقاده بأن ''نصر الله بدا في هذا الخطاب مربَكاً لأنه يعتبر أن هندسة المصالحة اللبنانية - السورية تحت عباءة السعودية يربكه''. وكان نصرالله قد أدلى بخطاب مطول الخميس، أكد فيه رفضه اتهام أي أفراد من الحزب بالتورط في جريمة اغتيال الحريري، ووصف قرار الاتهام الذي من المتوقع أن تعلنه لجنة التحقيق الدولية قريباً، بأنه ''تم اتخاذه مسبقاً''، كما تحدث عن مرور لبنان بما وصفه ببمرحلة حساسة ودقيقة للغاية''. وكشف نصر الله أن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، أبلغه قبل زيارته الأخيرة للعاصمة الأمريكيةواشنطن، بأن لجنة التحقيق، التي يرأسها القاضي الكندي، دانيال بلمار، قد تصدر قراراً يتهم أفراداً من حزب الله، مشيراً إلى أنه جرى الحديث على اعتبار هؤلاء الأفراد ''غير منضبطين''، وأن يعلن الحريري، من جانبه، أن الحزب ليس له علاقة باغتيال والده· وأكد نصر الله، في مؤتمر صحفي طارئ عقده بالعاصمة اللبنانية بيروت، مساء الخميس، أن ''كل المعطيات التي توافرت لدى حزب الله، حتى قبل استدعاء شبابنا للتحقيق، تشير إلى أن هناك قرار ظني (اتهام) قد كُتب، ولكن تأجل إعلانه بسبب التوقيت السياسي، وليس بسبب المضمون، لأن المضمون كُتب منذ وقت طويل''. وقال الأمين العام للحزب: ''نرفض رفضاً قاطعاً الإشارة إلى حتى نصف فرد من حزب الله''، معتبراً أن ''هناك مشروعا جديدا يستهدف المقاومة بشكل مباشر، ومن خلال استغلال قضية محقة وعادلة وعاطفية، يُجمع عليها اللبنانيون، وهي قضية اغتيال الحريري''.