صنع، الفنان ملحم زين نجم الأغنية اللبنانية، الحدث ليلة أول أمس وهو يعتلي ركح المسرحي الروماني بجميلة لأول مرة بعد إلغائه لحفل السنة الماضية بنفس المنطقة بسبب سوء الأحوال الجوية، فوسط حضور جماهيري معتبر إستطاع صاحب الصوت الجبلي الرخيم ن يعوض عشاق الأغنية الرومانسية والدبكة اللبنانية ما فات حيث قد قدم باقة من أجمل ما تضمنته إصداراته في لوحة فنية مضبوطة لا يقدر عليها إلا الكبار·· عاش المسرح الروماني بجميلة، وإلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، على ريتم إيقاعات غنائية متنوعة مثلت مختلف الميول الموسيقية، وبينما وقع برنامج السهرة كل من المطرب بن زينة والشاب زينو، الفترة الافتتاحية أوكلت مهمة تنشيطها للقادم من عاصمة الفن العربي بيروت، المطرب ملحم زين، ولأنه نجم وعشاقه كثر، أبدع إبن الضيعة اللبنانية وهو يقدم أجمل ما جادت به حنجرته، وأول ما أطرب به مسامع الحضور كانت أغنية ''حبيني أكثر'' التي ولج بها عالم الأغنية العربية قبل أن يواصل رحلته على ركح المسرح الروماني بجميلة وهو يقدم ''عالواه''، ''غيبي يا شمس غيبي''، ''شو جابك عا حينا''، ''يا ريس''، ''ردو حبيبي''، ''أنا أطيب منها'' وغيرها.. من العناوين التي دلخت سباقات الأغاني العربية واعتلت صدارة الترتيب فيها، وبعد حوالي ساعة ونصف من الزمن إختار زين أغنية ''زي الهوى'' للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ لتوديع جمهوره، ضاربا له موعدا في الطبعات القادمة بعدما أثبت تواصله مع الغناء الراقي والكلمة النظيفة في ساحة فنية إختلط فيها الحابل بالنبال· ثاني موعد فني في السهرة نشطه الفنان العاصمي بن زينة وبروح مرحة قابل الحضور ونزل عند رغباته عندما أدى مجموعة من الأغاني التي اشتهرت بها منطقة الشرق الجزائري على غرار''يا الشادلي''، ''سارة يا سارة''، ''قدام دارك نصبو المحلة'' وغيرها.. من الوصلات التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب ودأب على سماعها كلما حل بن زينة ضيفا على مهرجانات الجزائر الفنية· وتواصل الحفل بصوت الفنان الشاب زينو الذي أطرب الحضور بمجموعة من الأغاني في الطابعين السطايفي والشاوي ومن بين ما غنى ''يسموها لالة'' التي ولج بها عالم النجومية، ''ما تامنوهاش''، ''نسقسي عليك'' وغيرها.. من العناوين التي حملتها إصدارتها الفنية قبل أن ينهي وصلته الغنائية بمقاطع من التراث الشاوي، معلنا عن اختتام فعاليات السهرة الثالثة من مهرجان جميلة العربي الذي لم يعلن عن انطلاقته الفعلية، وهو الذي تميزت لياليه الثلاث الأولى بفتور ينتظر أن يزول بنزول أسماء ثقيلة على ركح المنطقة الأثرية· ملحم زين ل ''الجزائر نيوز'': الوضع الفني السائد لا يلائمني ·· والعقليات المسيطرة على الساحة لا تتناغم مع عقليتي ذكر الفنان اللبناني ملحم زين أن الوضع الفني السائد لا يلائمه والعقليات المسيطرة على الساحة لا تتناغم وعقليته، الشيء الذي سبب له ضغطا كبيرا قبل تحضير أ ألبوم أو حفلة في ظل الانتشار الواسع للنفوس المريضة وما تتميز به من استفزازات لم تعد له القدرة على تحملها لأنه اعتاد على الحياة القروية البسيطة حيث التفوّق دائماً يكون للقيم الجميلة التي تنضح بالحب والصداقة والأخوّة والكرم وحسن الضيافة وردّ الجميل ومساعدة المحتاج، وليس الخبث والتصنّع والتحامل على الآخرين وطعنهم في الظهر· وأضاف ل ''الجزائر نيوز'' بأن ما ذكره يمثل اختلافا جذريا بين حياته البسيطة وتركيبة الوسط الفني المعقدة التي جعلته يشعر بأن ثمة مشادة حقيقية بينه وبين هذا المجال الذي لم يتأقلم البتة مع طبيعته وعاداته، وهو ما جلعه يفكر في تغيير المجال والتوجه للعمل في ''البيزنس'' الذي قال بأنه يمكن أن يصبح وجهته المستقبلية، وخصوصا مجال العقارات والبناء، مبرزا في نفس الصدد أن الرزق من عند الله، وكما حقق نجاحا في مجال الفن أكيد سينجح في مجال المال والأعمال لأنه محظوظ. وأضاف زين في حديثه عن حياته الشخصية بأنه يحب دائماً أن يترك الأثر الطيب في نفوس الآخرين، ويحرص على أن يكون انطباع الآخر عنه إيجابيا حتى ولو اقتضى الأمر أن يجامل، لأنه يحترم مشاعر الآخر، ويهمه كثيرا رأيه فيه، ويحب أن يذكره بالخير لأنه طيب وإنساني إلى أبعد الحدود، ''أحب هذا العمل'' أجاب الفنان اللبناني خلال الندوة الصحفية التي عقدها ليلة أول أمس بالمسرح الروماني كويكول عقب انتهاء الحفل الذي نشطه، وأوضح أن قضية منع الفنانة فيروز من الغناء والمشاكل التي تجمعها بفرقة الرحابنة أمر لا يخصه لأن القضية شخصية ولا يمكن لأي فنان أن يتدخل فيها، مبرزا في سياق منفصل أنه لم يفكر أبدا في التمثيل وولوج عالم السينما لأنه يريد النجاح عنائيا خاصة وأنه قطع شوطا كبيرا في عالم الأغنية الشرقية، واستطاع أن يجد مكانا وسط أهلها من نجوم الأغنية النظيفة والهادفة، مؤكدا أنه وافق على الدعوة التي وجهتها له محافظة المهرجان فورا لأنها الفرصة التي كان ينتظرها منذ السنة الماضية التي زار خلالها المنطقة ولم يغن بها بسبب سوء الأحوال الجوية، مبرزا أنه مهتم كثيرا بالفن الجزائري ومستعد للتعاون مع الفنانين الجزائريين وأن ذلك يعد شرف كبير له· قالوا ل ''الجزائر نيوز'': الشاب زينو: ''لديّ 24 ألبوما في السوق وما زلت أطمح للمزيد'' ''هي المرة الأولى التي أحظى فيها بشرف الغناء فوق ركح مسرح كويكول، وهو شرف كبير لي·· تجمعني علاقة طيبة مع الجمهور السطايفي وهو ذواق للفن وعارف بخباياه، لذلك أفضل الظهور أمامه دائما بكل ما هو جديد وجميل·· لم أؤدي الأغاني الوطنية والقومية، لأن المنتجين لا يحبون إعمال كهذه ويبحثون دائما عن تلك التي يحققون من خلالها أرباحا كثيرة·· الفن في الجزائر هو في تطور ومن حق الجميع الطموح على أن تعود الكلمة الأخيرة للجمهور لأنه هو من يحكم، وهو الذي يجعل الفنان نجما أو يعيده إلى نقطة الصفر·· أحضر ألبوما في أوروبا يحمل أغاني في شكل ديوهات مع فنانين جزائريين، مغاربة وأوروبيين، وسيكون إن شاء الله مفاجأة سارة أهديها لجمهوري·· لديّ 24 ألبوما في السوق، ومقارنة بما أطمح إليه، فهذا شيء قليل وإن شاء الله سأصدر المزيد على أن يكون جميع ما أقدمه في المستوى مع الحفاظ دائما على الكلمة النظيفة لأنها هي التي قربتني من الجمهور''· بن زينة: ''لديّ العديد من المشاريع لكن المنتجين يرفضون التعامل معي'' ''هي المرة الثانية التي أغني فيها على ركح المسرح الروماني بجميلة، وهذا شرف كبير لي، خاصة عندما ألتقي بجمهور مثل الجمهور السطايفي الرائع··· أنا فنان مختص في إعادة الأغاني ولا أجد حرجا في ذلك، المهم أن ما أقدمه يعجب الجمهور ويتفاعل معه دائما، وحتى الأغاني التي فشل أصحابها في تأديتها أنا نجحت من خلال إعادتها·· صحيح أنا غائب عن الساحة منذ 2008 لكن هذا الأمر خارج عن نطاقي، لأن المنتجين يرفضون التعامل معي· ولحد الآن لم أفهم لماذا وآخرهم رفض منحي مستحقاتي المالية، ومثل هذه الأمور أتعبتني وجعلتني أفكر في التغيير، ولذلك تحوّلت إلى التجارة·· ما أطمح إليه مستقبلا هو تأدية بعض الأغاني الأصيلة، لأن الساحة الفنية أصبحت تعج بالأغاني الشبابية السريعة، في حين نسي الجميع أن أصل الأغنية الجزائرية هو المالوف القسنطيني والشعبي العاصمي··· وغيرها من الطبوع التي لها امتداد عتيق في التاريخ''· نيوز كويكول ملحم زين كان تعبان جدا جدا؟ كانت أعراض التعب بادية جليا على ملامح الفنان اللبناني ملحم زيم وهو الذي استغرق حوالي 10 ساعات في رحلته التي قادته من العاصمة إلى سطيف التي وصلها برا وعشية انتقاله إلى الجزائر الفنان سهر في عرس إبن كاظم الساهر ببيروت وهناك نشط الحفل رفقة أب العريس وحال انتهائه من ذلك شد الرحال مباشرة إلى الجزائر، الشيء الذي أرهقه حيث صعب عليه تنشيط الحفل الذي قدمه ولسان حاله يقول ''والله وما جاتش محتمة ما كنت غنيت مي واش راح ندير هذه هي الخبزة''. 600 دركي و200 حرس بلدي لضمان التغطية الأمنية بجميلة تنظيم جيد وتغطية أمنية محكمة تلك التي خص بها مهرجان جميلة، فبالإضافة لتواجد أكثر من 600 دركي يشرفون على ضمان الأمن على محور الطريق الرابط بين ولاية سطيف ومنطقة جميلة على طول 52 كلم، سجل الحرس البلدي حضورا قويا هو الآخر حيث ينتشر بالموقع الأثري جميلة 200 ''باتريوت''، ويضاف إلى هذا الانتشار الواسع لأعوان الأمن الاحتياطيين، وهي عوامل ساعدت على إحكام السيطرة على الوضع حيث أنه لم تسجل أي تجاوزات أو حوادث منذ انطلاق المهرجان. بن زينة غاب عن الجمهور لأنه فتح مطعما برر الفنان العاصمي بن زينة غيابه الطويل عن الجمهور بارتباطاته العائلية، خاصة وأنه أصبح يملك مطعما جديدا أخذ وقتا طويلا في تجهيزه، الشيء الذي اضطره إلى تطليق الجمهور والغناء قبل أن يعود مؤخرا وليس في جعبته سوى رصيده القديم الذي لم يخرج فيه عن طابعه الذي عرف به. وقال بن زينة أن الغناء في الأعراس لا يحط من قيمة الفنان بل يساعده على بلورة القدرات وكسب ثقة الجمهور، ودافع كثيرا عن موقفه واعتبر الأعراس مصدرا لكسب الرزق، وقال لولا الأفراح لمات الفنان الجزائري ''بالشّر''· حتى الشيوخ والعجائز يعشقون الغناء لم يعد الحضور بمدرجات مسرح جميلة يقتصر على فئة الشباب فقط، بل حتى العجائر والشيوخ أصبحوا يسجلون حضورا قويا وإذا كانت باقي الفئات ترقص على ما هو ريتمي وسريع فقط، فإن عجائز وشيوخ منطقة جميلة أكدوا تذوقهم للفن بمختلف طبوعه ومنهم من يحفظ الأغاني عن ظهر قلب وحتى الشرقية منها، فقد شاركت إحدى العجائز الفنان ملحم زين في تأدية أغنية ''زي الهوى؛ لعبد الحليم حافظ وكانت تحفظها عن ظهر قلب·