استفاق، فجر أمس، سكان بلدية آث عيسي، الواقعة على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة تيزي وزو، على وقع انفجار انتحاري استهدف مقر الدرك الوطني، خلف قتيلين أحدهم عنصر من الدرك والآخر عون حراسة يزاول عمله بمقر البلدية المحاذية لموقع الانفجار، كما خلفت العملية 10 جرحى، منهم 8 عناصر من الدرك الوطني وعونان من الحرس البلدي· وتم نقل جثتي القتيلين إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى نذير محمد بمدينة تيزي وزو، أما الجرحى فقد تم تحويلهم إلى مستشفى برج منايل لتلقي الإسعافات· فيما ألحقت أضرار مادية معتبرة بالمباني المحاذية لاسيما مقر البلدية ومقر الحرس البلدي· كانت الساعة الثامنة صباحا عندما سمعنا خبر تنفيذ عملية انتحارية استهدفت مقر الدرك الوطني بآث عيسي التابعة لدائرة بني دوالة، الذي تم فتحه يوم 9 أوت ,2009 وبعد ساعة من الانفجار كنا في موقع الحادث، وجدنا السكان في حالة يرثى لها، رجال وشيوخ، نساء وأطفال أصيبوا بحالات شديدة من الهلع والرعب، يتسارعون في كل الاتجاهات، وكانت ملامحهم وسلوكاتهم العفوية توحي أنهم أصيبوا بصدمات نفسية قوية· اقتربنا من موقع الحادث، وجدنا أعوان الشرطة العلمية يجمعون أشلاء الانتحاري والضحاياوالتي كانت مبعثرة ومنتشرة في كل مكان، تنبعث منها رائحة لا تحتمل. وفي هذا الصدد، أكد شهود عيان أن أشلاء الانتحاري وصلت إلى منازلهم الواقعة على بُعد أكثر من 150 متر عن مسرح الحادث، حيث تم جمع قدمه اليمنى من متوسطة البلدية الواقعة على بعد 140 متر من مقر الدرك. وحسب المعلومات التي رصدناها في عين المكان، فإن الانتحاري كان على متن سيارة ''JMC'' طراز ''بك آب''، مرقمة ب 15 أي من ولاية تيزي وزو. وفي هذا الصدد، أكد أحد أعوان الحرس البلدي الذي شهد العملية أن هذا الانتحاري قدم من ناحية بني دوالة، كان يسير ببطء شديد، وبعد اقترابه بحوالي 50 مترا من مقر الدرك زاد السرعة وحاول الدخول بقوة من الباب الرئيسي التي كانت مغلقة ليصطدم بها ويفجر نفسه، دون أن يدخل إلى الساحة. وفي هذا السياق، وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر أمنية وطبية مؤكدة، فإن هذه العملية الإرهابية خلفت قتيلين، أحدهما عنصر من الدرك الوطني والثاني عون حراسة يزاول عمله منذ 15 سنة كحارس ليلي بمقر البلدية، يدعى شريق سليمان يبلغ من العمر 39 سنة، أعزب ومن عائلة فقيرة، ينحدر من قرية ثبرقوقث، وخلفت كذلك هذه العملية 10 جرحى أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة شظايا التفجير، منهم 8 عناصر من الدرك الوطني، ثلاثة منهم في حالة جد خطيرة، وأصيب كذلك عونين من الحرس البلدي أحدهم على مستوى الرأس، تم تحويلهم إلى مستشفى برج منايل لتلقي الإسعافات. فيما خلفت خسائر وأضرار مادية معتبرة على مبنى مقر الدرك الذي سقط جزء منه بما في ذلك أعمدة الدعم، والشيء نفسه تعرّض له مقر بلدية آث عيسي ومقر الحرس البلدي اللذان تضررا كثيرا، حيث تم تخريبهما وسقطت جدرانهما، فضلا عن كسر النوافذ وزجاج العديد من منازل السكان والمحلات المحاذية نظرا لقوة الانفجار· وتعد هذه العملية الانتحارية الثالثة من نوعها التي ترتكب بولاية تيزي وزو، بعد العملية الانتحارية الأولى التي نفذها الانتحاري سحاري مخلوف المكنى ''أبو حذيفة'' على مقر الاستعلامات العامة بمدينة تيزي وزو يوم 3 أوت 2008 خلفت 25 جريحا معظمهم من المدنيين، والثانية تم ارتكابها يوم 7 مارس 2009 استهدفت مقر الحرس البلدي بتادميت خلفت قتيلين و8 جرحى· وفي سياق العمليات الانتحارية التي تعتمد عليها الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتنفيذ عمليات إرهابية، أكد متتبعون للشأن الأمني ل ''الجزائرنيوز'' أن هذا الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر الدرك ببلدية آث عيسي النائية يعكس فشل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في تنفيذ عمليات انتحارية بعاصمة جرجرة بعد نجاح المخطط الأمني في منع دخول المواد المتفجرة إليها بالرغم من تهديدات دروكدال المتكررة التي باءت كلها بالفشل.