في حوار أجرته معه ''الجزائر نيوز'' على هامش أول مشاركة له في مهرجان جميلة العربي، أشار الفنان الجزائري المغترب الشاب طارق إلى أن سبب الفوضى التي تعيشها الساحة الفنية المحلية يعود أساسا إلى غياب الاحترافية وسيطرة أشخاص لا علاقة لهم بالغناء على الساحة بالإضافة للإنتشار الواسع لإنتاج الملاهي وتفشي القرصنة التي تسببت في خسائر كبيرة للمنتجين ما جعل السواد الأعظم منهم يغلق أبوابه، موضحا في ذات السياق بأن غيابه عن الجزائر يعود لما سلف ذكره وكذا لرفض المنتجين التعامل معه لأن ما يغنيه لا يستصيغه الجمهور المحلي في حين يلاقي في الخارج رواجا كبيرا بدليل أنه باع أزيد من 7 ملايين شريط منذ التحاقه بإحدى شركات الإنتاج في فرنسا· تعود للجزائر بعد غياب طويل، أين هو الشاب طارق؟ دائما في الساحة، لكن غيابي عن الجزائر يعود لعدة أسباب أهمها أني وجدت راحتي في فرنسا، فهناك أعمل بشكل جيد واستطعت أن أحقق ما طمحت إليه، في حين لم أجد مبتغاي عندما أردت العمل مع المنتجين الجزائريين الذين رفض الكثيرون منهم التعامل معي لأن ما أقدمه لا يتماشى مع ما هو مطلوب في السوق المحلي، وبالتالي إخترت الانسحاب بشرف والإكتفاء بالتعامل مع شركات إنتاج غربية· لكن غيابك لم يقتصر على الإصدارات فقط بل حتى عن المهرجانات المحلية؟ أنا هنا كلما وجهت لي الدعوة، وهي المرة الأولى التي أحظى فيها بالمشاركة في مهرجان جميلة، وأتمنى ألا تكون الأخيرة لأني فعلا أحب بلدي وشعبه، وأتمنى أن أشاركهم دائما أفراحهم بالرغم من أن القليل منهم فقط يستمعون إلى ما أقدمه·· وما هي أسباب رفض الجمهور الجزائري لأغانيك؟ لم أفهم لحد الآن، ربما بسبب ابتعادي عن البلد أو بسبب الفوضى التي تعيشها الساحة الفنية المحلية. ماذا تقصد بالفوضى؟! أقصد أن الساحة الفنية الجزائرية كثر فيها التخلاط وأصبحت أغاني الملاهي هي تحكم سيطرتها على السوق، في حين همشت تماما الأغنية النظيفة والهادفة، وهذه عوامل لا تساعد الفنان المحترف على الظهور، وهذا ليس نقدا أو تقليلا من قيمة الفن في الجزائر، بل هو واقع تعيشه الساحة الفنية المحلية ويجب مراجعة الأمور للنهوض بها من جديد. غنيت للفريق الوطني وشاركك في ذلك بعض اللاعبين من داخل البيت، كيف تم الاتفاق معهم؟ غنيت ل ''الخضر'' لأني شعرت بأني مدين لبلدي وفريقنا الوطني الذي أعاد لنا مجد الكرة الجزائرية الضائع، أما عن مشاركة بعض اللاعبين لي في تأدية أغنية ''الشبكة يا لالجيري''، فذلك يعود إلى العلاقة الوطيدة التي تربطني بهم حيث أني كثيرا ما ألتقيهم في السهرات التي أحييها بفرنسا، فبمجرد ما عرضت عليهم الفكرة وافقوا عليها دون تفكير، والحمد لله، الأغنية لاقت رواجا كبيرا، وكنت جد سعيد بذلك لأني استطعت على الأقل أن أرد ولو القليل من أفضال بلدي وشعبي علي. وماذا أضافت لك الأغنية الرياضية؟ أنا لن أغني مرة أخرى للفريق الوطني لأني لست فنان الأغاني الرياضية، وكليب ''الشبكة يا لالجيري'' جعلني أظهر مرة أخرى على شاشة التلفزيون الجزائري بالرغم من أني أبعث دائما بكل كليب جديد أصوره وأقدمه مجانا، لكن لا يعرض أبدا بدليل أن آخر كليب صورته وحمل عناون ''أنتيا شابة'' سلمته للتلفزيون منذ ثلاث أشهر، لكنه لم يعرض إلى حد اليوم بالرغم من أنه صوّر بطريقة جيدة وهو يتماشى مع أعراف وتقاليد المجتمع الجزائري وحتى كلماته مدروسة ونظيفة. إقتصر ما قدمته خلال الحفل على ما هو قديم فقط، لماذا؟ لأني لم أكن مرفوقا بفرقتي الخاصة التي منعت من إحضارها، ولكي أغني جديدي كان من الضروري أن ترافقني لذلك اخترت تقديم ما هو قديم فقط على الأقل لأن الجمهور يعرفه، ومثل هذه الأمور لا نجدها في باقي الدول، وهو الفرق بين ما هو متعارف عليه عند الغرب وما هو موجود في الجزائرالتي تزال مهرجاناتها تتخبط في مشاكل تجاوزها الزمن منذ مدة، فقد أكل عليها الدهر وشرب· وماذا عن مشاريعك الفنية؟ أنا أصدر ألبوما كل أربع سنوات لأني أحب تقديم ما هو جميل فقط، بدليل أن احترامي للفن جعل بعض منتجي الأفلام الأمريكية يعتمدون على بعض ما غنيتة في أفلامهم، وهو شرف كبير لي، ودافع يجعلني أطمح مستقبلا لتقديم ما هو أفضل. أما عن مشاريعي فتتمثل في ألبوم سينزل السوق قريبا، تشاركني في تأدية إحدى أغانيه الفنانة الجزائرية أسماء جرمون· كلمة أخيرة؟ الشكر الخالص لجمهوري في الجزائر، وأقول له أنني دائما أحبه، وسأعمل على أن أكون قريبا منه لأنه تاج فوق رأسي، فهو من ساعدني في صناعة إسمي الفني، وسأبقى دائما ممتنا له بذلك·