مرّر وزير الخارجية مراد مدلسي العديد من الرسائل ذات المعاني الضمنية إلى كل من يريد إبعاد الجزائر ودورها في دول الساحل، حيث اعتبر مدلسي أن الجزائر على غرار دول الاتحاد الإفريقي ستضل مصمّمة على محاربة هذه الممارسات، وبالتالي فهي طرف فاعل في عملية تجريم دفع الفديات· وعن إمكانيات إقحام الاتحاد الإفريقي أو قوات أخرى خارج القارة في الوضع بدول الساحل، ردّ مدلسي أن دول الساحل بمعية الجزائر تتحكم في الوضع وهي المخوّل الوحيد بالتكفل الأمني، كما لم يبدِ أي معارضة في التعاون مع دول أخرى إذا ما أضحى التعاون ضروريا، كما قال مراد مدلسي· وأضاف وزير الخارجية في ندوة صحفية على هامش أشغال الدورة العادية 15 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي تجري في العاصمة الأوغاندية أن بلدان الساحل قد هيأت نفسها ووحدت جهودها بإشراك الجزائر بالمنطقة، شأنها في ذلك شأن كل دول الساحل، لمطاردة فلول الإرهاب المتبقية التي صارت تشكل تهديدا كبيرا لكل دول المنطقة بالصحراء الكبرى، وقال مدلسي أن الجزائر طرف فعال ومرحَّب به من طرف الدول ذاتها· وتأتي تصريحات مدلسي مباشرة كرد فعل بعد اغتيال الرهينة الفرنسية ميشال جارمانو 78 سنة من طرف إرهابيين بعد احتجازه منذ شهر أفريل الماضي في منطقة الساحل، معبّرا في السياق ذاته عن استياء الجزائر للحادث المؤلم· وقال مدلسي أن ''موقف الجزائر جدّ واضح ونحن ضدّ الإرهاب بشكل عام وضد احتجاز الرهائن بشكل خاص''، وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية ''نحن متأسفون كجميع الدول الأخرى لما حدث في مالي خلال الأيام الأخيرة وموقفنا جد واضح بخصوص هذه المسألة''، مشيرا أن الجزائر على غرار دول الإتحاد الإفريقي ستظل مصممة على محاربة هذه الممارسات· وفي ردّه على سؤالٍ حول تداعيات هذا العمل على الوضع الأمني في منطقة الساحل سيما في شمال مالي، وصف مدلسي اغتيال الرهينة الفرنسية بحادث محزن، يضاف إلى تلك التي حدثت من قبل، مشيرا إلى أن هذا الوضع يعزز موقف دول المنطقة في مواصلة العمل معا، وأوضح مدلسي أنه ليس هناك أي سبب قد يهدد الإرادة السياسية على أعلى مستويات دول الساحل المعنية مباشرة بمستقبلها في المجال الأمني والتنمية· وفيما يتعلّق بالإجراءات التي يُحتمل أن يتخذها الإتحاد الإفريقي في منطقة الساحل كما كان الشأن بالنسبة للصومال، أوضح مدلسي أن هذه المسألة ليست واردة في جدول أعمال الإتحاد الإفريقي في الوقت الراهن·