يدخل، اليوم، العشرات من شباب حاسي رمل بالجنوب الجزائري في اليوم السابع من إضرابهم عن الطعام للمطالبة بمناصب شغل دائمة، ووضع حد لكل أنواع الإهمال والإقصاء والتهميش الممارس في حقهم من طرف المسؤولين المحليين، في الوقت الذي يستفيد عمال وموظفون قادمون من مختلف ولايات الوطن من امتيازات هامة في الشغل بحاسي رمل، ما جعل شباب المنطقة ينتفضون ويخرجون عن صمتهم بطريقتهم الخاصة وهم عازمون على كسب حقوقهم بالمغامرة بحياتهم، لاسيما أن عدد المضربين عن الطعام يزداد من يوم لآخر، وأن لا أحد من المسؤولين تدخل لإيجاد حل لهؤلاء المضربين· شن شباب حاسي رمل إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ الفاتح من الشهر الجاري، للمطالبة بمناصب شغل يضمنون من خلالها قوت يومهم، وللتنديد بالإقصاء المطبق عليهم في مجال سوق العمل· يحدث هذا في الوقت الذي يتواجد فيه رئيس البلدية في دبي الإماراتية لقضاء عطلته· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر مقربة من هؤلاء المضربين، فإن هذه العملية تأتي بعد فشل كل السبل التي استعملها شباب المنطقة قصد إقناع المسؤولين المحليين لمنحهم مناصب شغل، من بينهم رئيس الدائرة ورئيس البلدية، لكن هؤلاء لم يجدوا آذانا صاغية، وقوبلت ملفاتهم بالرفض، وأغلقت في وجوههم كل أبواب الحوار، مما اضطر هؤلاء إلى المغامرة بحياتهم والدخول في إضراب مفتوح عن الطعام قصد استرجاع حقوقهم بطريقتهم الخاصة والسلمية، حيث طالبوا بضرورة إيفاد لجنة تحقيق وزارية للتحقيق مع أصحاب الشركات والمؤسسات المتواجدة في المنطقة ومع مسيريها، مؤكدين أن هؤلاء يمارسون تجاوزات خطيرة ويعملون خارج القانون، حيث قرروا أن يعتصموا أمام مقر بلدية حاسي رمل، وعلقوا عدة شعارات كتب عليها ''اعتصام سلمي ديمقراطي'' و''لا للبطالة'' و''إضراب عن الطعام''· وفي هذا السياق، ذكرت مصادر محلية، أن الوضعية الصحية لهؤلاء المضربين جد خطيرة وتستدعي القلق، حيث تم مساء أول أمس تحويل ثلاثة من المضربين إلى مستشفى حاسي رمل لتلقي الإسعافات، أحدهم في حالة جد خطيرة· وفي هذا الصدد، علمنا من مصدر آخر أن الأطباء نصحوا هذا الأخير بضرورة التوقف عن الإضراب، لأن صحته لا تحتمل ذلك، وأنه يشكل خطرا كبيرا على صحته، لكن هذا الشاب رفض التراجع عن الإضراب، وقرر مواصلة حركته الاحتجاجية، مؤكدا أنه مستعد للضحية من أجل التأكيد على شرعية مطالبهم، حتى ولو كلفه الأمر حياته، ما يدل أن الوضعية النفسية الناتجة من سياسة التهميش والإقصاء الممارسة من طرف المسؤولين المحليين جد قاسية· وأكثر من ذلك، انتقد هؤلاء المضربين عن الطعام بشدة المصالح الطبية ومصالح الحماية المدنية، حيث يثبت شريط فيديو تحصلت ''الجزائر نيوز'' على نسخة منه، أن هؤلاء المضربين عن الطعام اتصلوا بمصالح الحماية المدنية وطالبوا بالتدخل الاستعجالي لإسعاف أحد زملائهم المتضررين صحيا، لكن سيارة الإسعاف تأخرت بساعة وسبع دقائق، حيث يؤكد الشريط أنهم اتصلوا بالإسعاف على الساعة الثالثة والربع زوالا، ووصلت سيارة الإسعاف إلى عين المكان على الساعة الرابعة و22 دقيقة، بالرغم من أنهم يشنّون حركتهم الاحتجاجية بوسط مدينة حاسي رمل، ما جعلهم يطرحون الكثير من التساؤلات· هذا، وقد طالب هؤلاء المضربين عن الطعام كذلك بضرورة إعادة فتح المقر المحلي للوكالة الوطنية للشغل، بعدما أقدم المسؤولون المحليون على غلقه وتحويله إلى المدينةالجديدة بمنطقة ''بليل'' التي تبعد ب 50 كلم عن مدينة حاسي رمل، كما طالبوا بضرورة فتح مناصب شغل في شركة ''سوناطراك''، وضرورة فتح فضاءات الترفيه لأطفال وأبناء المنطقة، علما أن المسبح والملعب يفتح أبوابه فقط لأبناء الموظفين والعمال الذين يشتغلون في شركة ''سوناطراك'' دون أبناء المنطقة، ما اعتبروه سياسة خطيرة تسيء إلى كرامة سكان المنطقة وتهميشهم· هذا، وأكدت مصادرنا، أن المضربين عن الطعام شددوا علي مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية الاستجابة لمطالبهم كلية دون استثناء·