قال علماء أن القيلولة ليست مفيدة فقط لإراحة الجسد وإزالة التعب بل لتعزيز قدرة الدماغ على الإحتفاظ بالمعلومات الجديدة التي يكتسبها الإنسان. وذكرت بحوث علمية بريطانية، أنه تبين لفريق باحثين بريطانيين وأمريكيين أن الذين ناموا من بين مجموعة متطوعين لفترة 90 دقيقة في اليوم كانت مستوياتهم في اختبارات الإدراك أفضل من تلك التي لدى نظرائهم الذين ظلوا يقظين خلال اليوم· وعرضت نتيجة هذه الدراسة خلال مؤتمر علمي. وقال الدكتور ماثيو وولكر من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن النوم ضروري لأنه يعمل على تجديد طاقة الجسم وخلايا المخ، كما ذكرت دراسة أجرتها مؤخراً جامعة كاليفورنيا أن الدماغ قد يحتاج للنوم من أجل الإحتفاظ بالذكريات على المستوى القصير ولخلق - مساحة - تساعد على ترسيخ المعلومات التي تعلمها الإنسان· وتم تكليف 39 شخصاً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة بالقيام بمهمة تعليمية صعبة في الصباح، ثم سمح لهم بأخذ قيلولة خلال النهار لفترة 90 دقيقة، جرى بعدها إخضاعهم ونظراء لهم لاختبار من أجل معرفة قدراتهم الإدراكية، فتبين أن الذين ناموا حازوا في الاختبارات على علامات أعلى من تلك التي لنظرائهم الذين ظلوا يقظين وتبين من خلال فحص النشاط الكهربائي في الدماغ أن هذه العملية قد تحدث في مرحلة ما بين النوم العميق و - حلم النوم - والتي تنتقل فيها الذكريات السريعة من التخزين المؤقت في الدماغ إلى منطقة أخرى تسمى ما قبل القشرة الأمامية للمخ. وقال مدير أبحاث النوم في منطقة سيري ببريطانيا البروفوسور ديريك جان دجي- أن دورة النوم واليقظة ليست جامدة كما نظن، على اعتبار أن لدينا القدرة على النوم بطرق مختلفة، مضيفاً: ''إذا كان علي تعلم شيء مثلاً، فمن السهل القيام بذلك عندما أكون يقظاً ومتنبهاً وليس نعسانا''· في الوقت الذي ثبت علميا أهمية النوم ما بعد الظهيرة ولو لفترة قصيرة لا تتجاوز ربع ساعة، فقد قامت العديد من الدول الأوروبية بإقرار ضرورة منح العمال فترة من الراحة بعد فترة الغذاء بغرض تجديد الطاقة البدنية الذهنية من أجل تحصيل أفضل في العمل·