بعد رحيل الروائي الجزائري، صاحب رائعة ''اللاز'' الطاهر وطار، أرسل لي الزميل الإعلامي الجزائري المقيم بفرنسا - مشكورا - محمد الزاوي مجموعة من آخر الصور الملتقطة للفقيد، حينما كان مقيما ببيته· ومن بين تلك الصور التي تظهر عمّي الطاهر وطار مبتسما وممددا على فراشه، هناك صورة عكازه التي أطلق عليها اسم ''أوباما'' وهي عبارة عن رأس حيوان هجين· رحم الله الطاهر وطار، وألهم ذويه وكافة المثقفين الصبر والسلوان· ''حالات الاستثناء القصوى'' هو عنوان الديوان الشعري الذي أصدره الأكاديميي والشاعر عبد القادر رابحي عن دار ليجوند بالجزائر وهو الديوان الخامس المنشور له بعد ''الصعود إلى قمة الونشريس'' و''حنين السنبلة'' و''على حساب الوقت'' و''السفينة والجدار'' وفي هذا الديوان الأخير، المتضمن ل 13 قصيدة، حاولَ الشاعر عبد القادر رابحي استعادة الحروفية العربية القديمة باستخدام الخط المغربي، مما أعطى لهذا العمل نكهة المخطوط· فارس الرواية مع فرسان القرأن في شهادته عن الروائي الراحل الطاهر وطار، قال الإعلامي الجزائري سليمان بخليلي: ''عندما قررنا أن نذهب بقافلة فرسان القرآن الكريم إلى باريس لإجراء التصفيات، ذهبت إلى المستشفى واستأذنت منه أن آتي إليه بطلبة فرسان القرآن الكريم، وأنا أعلم أنه هو أول من أنشأ قناة للقرآن في الجزائر·· رحب بالمجموعة وطلب من رئيس لجنة التحكيم أن يتلو عليه بعض الآيات القرآنية ''· ''صمت'' مَزَارٌ لِحِبْر المَاءِ غُصْنُ أَصَابِعِي وبَحْرٌ بِكَفِّ النَّارِ حِصْنُ مَرَا بِعي أُمَرِّغُ فِي ثَغْرِ القَصِيدِ تَغَرُّبِي وأُضْرمُ في صَدْرِ التُّرَابِ فَجَائِعِي وأَغْفُو مَعَ الأَحْلامِ فَوْقَ سَحَابَةِ فَيَصْحُو بِنَارِ الحُلمِ غَيْثُ مَدَامِعِي رقَصْتُ عَلَى الأَحْزَانِ أَحْفُرُ جُرْحَهَا وأرشُقُ بالبَدْر البَعِيدِ مَوَاجِعي أُدِيرُ كُؤُوسَ اللَّيلِ في كُلِّ رَقْصَةٍ أرُوحُ وأغْدُو مِثْلَ طِفل الشوارع أنقِّبُ في رَحْلِ الصِغَارِ إِيَابَهُم وفي حُرْقَةِ النَّايَات زَفْرَةَ رَاجِع كَأنِّي و مَوْجُ الرِّيحِ يَصْفَعُ وِحْدَتِي غَريرانِ جَابَا في طُلُولِ المَرَاتِع كأنِّي بِغِمْدِ البَحْرِ نَبْتَةُ مَارِدٍ تَعَالَتْ بِعَرْضِ الحَدِّ جَوَّ المطالع صغيرًا بِدِرْعِ الصَّمْتِ أَعْصُرُ شَمْسَهُ ثلُوجًا على سَفْحِ الجِرَاحِ الشَّوَاسِعِ ألا أيُّها الشَّرْقُ المُفَكَّكُ في دَمِي أنا صَرْخَةُ البُرْكَانِ لَوْ كُنْتَ سَامِعِي أنا أكثَرُ النَّاياتِ حُزْنًا كأَنَّنِي أنا الغُصْنُ والنَّجْوَى وهُنَّ تَوَابِعِي سقتني بِلادُ العُرْبِ مَلْحَمَةَ الهَوَى و أشْجَتْ دِيَارِي بالمُنَى ومَسامِعي و ظَلَّتْ على مَهْدِ المَرِيضِ تَئِنُّ بِي فَضَلَّ بِهَا صَوْتِي بكلِّ المَوَاضِع فِلسطِينُ والطِّينُ المُقَدَّسُ مَزَّقُوا وغنَّتْ بنو صُهْيُونَ حَوْلَ مَجَامِعِي و جَارُوا على مسْرَى الرَّسُولِ ونُصِّبٌوا على الرَّبِ أَرْبَابًا بِكَيْفِ المَطَامع بِقِطْعَةِ لَيْلٍ فِي حَسَاءِ حِكَايَةٍ وقبضَةِ ريحٍ مِنْ غَمَامِ مَدَافِع يُخِيطُونَ أَرْضًا لا ضِفَافَ لِثَوْبِهَا يَقِيسُونَهَا مَوْتًا بِحِرْفَةِ صَانِع مَدينُونَ للجٌرْمِ المُخَمَّر في المَدَى وهُمْ في مَدَارِ الجٌرْمِ كُلُّ البَدائِع يزِيدُونَهَا مَوْتًا فَتُعْلِنُ أنَّهَا حياةٌ بِطَعْمِ الشَّهْدِ غَزَّةُ هَاجِع صَلِيبٌ بِأَطْفَالِ المَسِيح قَدَاسَةً بَتُولُ الوَفَا إذْ لا تَلِينُ لِطَامِع فيَا مقدِسًا في الرُّوح يشدو حَمَامُهُ ويحنُو لَهُ شَدْوُ القِبَابِ السَّوَاجع ويا ناصرًا خبِّر سلامي لناصره وعكا ويافا والخليل وجامعي لنا نخلةُ الطَّلْعِ المَهِيبَةِ في السَّمَا وليسَ لَهُم بالرَّغْمِ طُولُ الأشجع نزُفُّ البَيَاضَ المُرْتَدِي شَرَفَ الدِّما ونَرْسُمُ بالحنَّاءِ زَهْرَ الأَرَاجِع ونُعْلِنُ بالقُرْآنِ بَذْرَةَ خُلْدِنَا وخَسْفَ الأعَادِي بَيْنَ هَذِي المَرَابِع طَويلٌ لهُ دُونَ الجِرَاحِ فَتَائِلٌ وبَوْحِي لَهُ صَمْتُ الصُّرَاخِ المُدَافِعِ ماي 2009