بمناسبة وفاة الروائي الجزائري الطاهر وطار، لاحظتُ كغيري من المتابعين بأن العديد من المثقفين الذين أدلوا بتصريحاتهم وشهاداتهم حول الراحل في مختلف الوسائل الإعلامية، قولهم بأن الطاهر وطار هو أبو الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية· والحقيقة التاريخية التي لا مواربة فيها، هي أن أول نص روائي جزائري عربي اللغة، كان للراحل عبد الحميد بن هدوقة وهو الرواية التي كتبها سنة 1971 والموسومة ''ريح الجنوب'' · أما رواية ''اللاز''، وهي أول رواية نشرها الكاتب الطاهر وطار وكانت عملا فنيا رائعا بكل المقاييس، فإنها قد كُتِبَتْ سنة .1974 ولعل غزارة إنتاج الروائي الطاهر وطار وحضوره الجدلي والإشكالي على الساحة الأدبية والثقافية الجزائرية، وكذا مشاكساته المتشنجة والمختلفة مع العديد من الأطراف هو الذي جعله يتبوأ منزلة مؤسس الروايةَ الجزائرية المكتوبة بالعربية في منتصف السبعينيات· إننا نقول هنا ما نقول إلا لإقرار الحقيقة التاريخية فحسب، إذ لا يختلف عاقلان في الاعتراف بعبقرية وجمالية ما كتب الطاهر وطار في مجمل أعماله الأدبية التي نقلت البيئة والإنسان الجزائري إلى الآخر في صور وحبكة فنية فذة· ولكننا ومن باب الموضوعية والوفاء، نذكر لحظة التأسيس وصاحبها ونرد ''لقيصر ما لقيصر''·