ذكرت تقارير صحافية أن الملياردير الأمريكي، وارن بافيت وصديقه بيل غايت، الذي لا يقل ثراء عنه متنظران في الصين، ليس من أجل عقد صفقة اقتصادية ولا الاستفادة من الوثبة النوعية التي تعيشها الصين وإنما من أجل التباحث مع رجال أعمال ومليارديرات الصين لإقناعهم بالمشاركة في البرنامج الحديث ''وعد بالمنح'' وهو البرنامج الذي أطلقه الرجلين والقاضي بمنح أغنى أغنياء العالم ما قيمته 40% من حجم ثرواتهم للأعمال الخيرية عبر العالم، ومع أن القيمة كبيرة إلا أنها وجدت من يساندها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على اعتبار أن 40 ثريا من أثرياء أمريكا وافقوا على منح هذا المبلغ للمنظمات الإنسانية والطبية والبحث العملي وغيرها من الهيئات الناشطة في مجال المساعدة الإنسانية· ويبدو أن المبادرة التي انطلقت من أمريكا في طريقها للانتشار عبر العالم بفضل جهود هذين الشخصين، حيث ينتظر ضم عدد من رجال أعمال الصين، التي تعد ثاني بلد يضم أكبر عدد من أصحاب الثروات، لدعم هذه المبادرة، مع العلم أن الوجهة الثالثة من المقرر أن تكون الهند، على حسب ما ذكره كل من بيل غيتس ووارن بافيت· هذا الموقف الإنساني الذي يبدو منه أن خالص النية لا يبتغي الشهرة أو الضجة الإعلامية، فلا غيتس ولا بافيت في حاجة لأي منهما، يذكرنا بالأولويات التي باتت تطغى عليها الحياة الصاخبة، فقد سبق لوارن بافيت أن تخلى عن كل ثروته حارما بذلك أبنائه من الميراث الضخم الذي توقعوه لصالح الأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي تساعد في تقدم الطب عبر العالم· يحدث هذا في الوقت الذي يستمر فيه الحديث عن الكم الكبير من المآسي التي تجتاح العالم، لعل آخرها تلك التي قضت على عدد من مقاطعات باكستان، ليجد السكان أنفسهم يقضون شهر رمضان في ظروف لا تكاد تجعلهم قادرين على الصمود· والفكرة أنه في ظل كل ذلك لم نسمع حديث الدول الإسلامية، اللهم إلا مبادرة بعض القنوات الفضائية التي نظمت ما يشبه التليطون من أجل جمع الأموال للمحتاجين في باكستان، ومع أنها مبادرة جيدة لابد من تثمينها، إلا أنها لا يمكن أن تقارن بما يقوم به هؤلاء رجال الأعمال الذين أعطوا معنى جديدا لحياتهم وبلغوا مرحلة من الثراء أدركوا فيها أن المال لا يمكن أن يصنع الفارق ما لم يكن يحركه هدف نبيل· صحيح، أنهم تخلوا على قسط من المال، بما يسمح لهم بالحفاظ على مستوى حياتهم المرفهة، إلا أن العبرة ليست بقيمة المبلغ بقدر ما يكمن في القدرة على فهم معنى أن تكون قادرا على مساعدة غيرك وكيف أن تتمكن في تغيير مصير من هم أقل حظا منك· في الجهة المقابلة، ذكرت صحف عربية أن رجل أعمال كويتي أخذته العزة والأنفة لعروبته بعد الإهانة التي تعرّض لها من طرف رجل أعمال باكستاني، لسخرية القدر، الذي أقدم على إهداء أغلى قنينة شامبانيا للنجمة باريس هيلتون، فما كان من رجل الأعمال العربي إلا أن طلب الفندق بتوزيع أغلى القنان وأعتقها وأغلاها ليس على باريس هيلتون وإنما لكل نزلاء الفندق، تأكيد على كرم العرب أم تأكيد لشيء آخر·