عادت قضية الطرطوارات إلى الواجهة·· وعاد حماري إلى انتقاد سياسة البريكولاج هذه على حد قوله·· قال·· حينما يريدون قطع أرزاق الناس لهذه الطريقة·· أين هو البديل؟ قلت له·· لا بديل·· لا بديل·· قال·· لماذا إذن الحفرة هذه؟ تفاجأت لكلمة حفرة واندهشت لذلك وقلت·· هم يزعجون المارة من أمثالي وأمثالك·· ويستغلون طروطوار الدولة·· نهق حماري عاليا وقال·· ''محفورتي يا جارتي''·· البعض يستغل الدولة يمينا ويسارا·· واستنزف خيراتها كلها دون أن يتكلم معهم أحد والغاشي المسكين يحاسب على الطروطوار·· ثم يا سيدي نحن الشعب لا نستطيع أن نسير إلا والباعة يملأون الشوارع والأرصفة·· ''والفناهم''·· قلت له·· هم يشوّهون وجه المدينة؟ قال·· وجه الدولة شوّهه من يسرقونها وهي تدري ولا تدري·· ضحكت ساخرا وقلت له·· من يسمعك يقول إنك من تجار الرصيف وأنت لا تملك شيئا·· نهق من جديد وقال·· الحق·· الساكت عنه شيطان أخرس·· قلت له·· فيك غير الهدرة·· أما الفعل فهو في يدهم وحدهم··