خرج، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، المئات من الأشخاص في حي القارص بجسر قسنطينة منتفضين ضد النشاط المتزايد لبعض الأجانب العاملين في الاستيراد والتصدير، بعد محاولة دخول مركبات شحن ضخمة إلى الحي الضيق، حيث منع السكان أصحاب المخازن من تفريغ سلعهم، ولم تهدأ المواجهة إلا في الساعات الأولى للصباح بعد تدخل رجال الأمن· أصبحت جسر قسنطينة إحدى الوجهات المفضلة لعدد من النشطاء الأجانب في المجال التجاري، وبالتحديد العاملين في الاستيراد والتصدير الخاص بالأثاث والخشب، حيث تعمل هناك شركات أجنبية مصغرة يديرها، مصريون وأتراك وجنسيات أخرى كثيرة مجهولة لدى السكان حسب تأكيدات البعض· لكن إذا كان في الظاهر ليس هناك ما يستدعي الحيرة، فإنه في الباطن تقترب الأوضاع في جسر قسنطينة وخاصة حي القارص من الاشتعال· الدليل هو ما حدث ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بين أحد المستوردين والسكان، بعد منعهم له من إنزال شحنات كبيرة عن طريق مركبات ضخمة إلى المخزن، وهي عبارة عن سلع من الاثاث والخشب الموجه للتسويق، السبب في ذلك يقول سامي بلحمري، وهو أحد السكان الغاضبين، أن آليات ومركبات الشحن هذه تأتي إلى الحي في أوقات مختلفة من الليل أو النهار، ويقومون بإفراغ سلعهم دون مراعاة أدنى القوانين، ويضيف بأنه ''فضلا على تسببهم في غلق الطريق أمام المارة والتسبب بذلك في مناوشات شبه يومية وعرقلة حركة المرور، فإن مركباتهم يتم ركنها على الأرصفة وجهات مختلفة عبر أرجاء الحي متسببة في اهتراء قنوات الصرف والتسبب في تحطيم جنبات الطريق، بلاط الأرصفة من كثرة ثقل الحمولات، علاوة على الخطر الذي تشكله تلك الآليات على أطفالنا المتمدرسين في إحدى المؤسسات التربوية هناك''· هذا، وثار السكان أيضا ضد الإجراءات الإدارية الغائبة من قبل وزارة التجارة ''التي تمنح التراخيص للمستوردين دون أن تطلع على الظروف والمواقع التي يؤجرها أو يزاول فيها هؤلاء نشاطهم، إذ لا يمكن أن يكون هناك هذا النوع من التجارة وسط حي شعبي ضيق، خاصة وأنه مهيأ حديثا ويتسبب نشاطهم في اهترائه سريعا''· ليس هذا فقط بل كادت أن تتحول القبضة الحديدية بين السكان وأحد الأجانب، أول أمس، إلى ما لا تحمد عقباه بسبب إصرار الأول على إنزال سلعته في المخزن وإصرار السكان على منعه، ولولا تدخل قوات الأمن لحدثت انزلاقات خطيرة· ويعتزم السكان في جسر قسنطينة التحضير لعريضة موقعة من طرف الجميع لرفعها إلى السلطات المحلية ووزارة التجارة لمنع هذا النشاط في أحياء جسر قسنطينة للأخطار التي تشكلها على الحي عمرانيا واجتماعيا وتربويا كما يقولون، كما يعتزم السكان أيضا مقابلة رئيسة البلدية الجديدة اليوم الخميس في حال كان عيد الفطر غدا الجمعة·