أثار، إعلان كنيسة ''دوف وورلد أوتريش سنتر'' الأمريكية في فلوريدا عزمها على إحراق نسخة من القرآن، السبت المقبل، في ذكرى هجمات 11 سبتمبر، حملة إدانات واسعة شملت دولا إسلامية وغربية على حد سواء· وأعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن ما تعتزمه الكنيسة الأمريكية من حرق نسخ القرآن في ذكرى هجمات سبتمبر والتي تصادف مع ثاني أيام عيد الفطر بناء على الدعوة التي أطلقتها القس تيري جونز. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن هذه الدعوة ''تضع قواتنا في خطر، وأي نشاط من هذا النوع يعرض قواتنا للخطر، هو مصدر قلق بالنسبة لإدارتنا''· وبدورها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال مأدبة إفطار أقامتها مساء أول أمس بمقر وزارة الخارجية الأمريكية أنها تندد بعزم إحدى الجماعات الدينية حرق نسخ من القرآن، وأعربت عن ارتياحها للإدانة الواضحة لهذا العمل الذي وصفته بالمشين· وأضافت كلينتون: ''أنا أشعر بالإرتياح لهذه الإدانة الواضحة والتي لا لبس فيها لهذا العمل المشين والوقح، والتي صدرت عن عدد من كبار رجال الدين الأمريكيين من كل الأديان وكذلك عن المسؤولين الأمريكيين العلمانيين وقادة الرأي، وإلتزامنا بالتسامح الديني يعود إلى بدايات أمتنا وبلادنا''· وأعلنت كلينتون السعي لإيجاد أرضية مشتركة بين جميع الناس· وقالت: ''القصة الحقيقية للإسلام في أمريكا يمكن إيجادها في هذه القاعة وفي قاعات مماثلة على امتداد أمريكا، لقد اجتمعنا الليلة بروحية التسامح والترحاب وهذه هي السمة المميزة لشهر رمضان المبارك، وسنواصل هذا على مدى السنوات المقبلة للفت انتباه الناس في مختلف أنحاء الأرض إلى ضرورة إيجاد أرضية مشتركة ومفاهيم مشتركة واحترام مشترك''· وذكرت كلينتون بالمبادرة التي أطلقتها حول التعاون من أجل تعزيز الفرص في المجتمعات الإسلامية حول العالم، وشددت على أهمية انخراط الجميع في مثل هذه المبادرات· جدير بالذكر أنه حضر مأدبة الإفطار في وزارة الخارجية الأمريكية قادة المجتمع المدني من المسلمين الأمريكيين وأعضاء السلك الدبلوماسي، إضافة إلى نحو 75 شخصية من رواد الأعمال والإبتكار من المسلمين الأمريكيين الذين هم دون ال30 من العمر· كما ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بخطط حرق المصحف، مؤكدا أنه أمر ''مقيت'' و''يتعارض مع القيم الأمريكية''· وقال فيليب كراولي: ''نعتقد أن الفعل المتمثل في حرق مصحف يتعارض مع قيمنا كما يتعارض مع الطريقة التي ظهر بها المجتمع المدني في هذا البلد''، مشددا على أنها فكرة ''مستفزة ومتعصبة وغير محترمة''· وأوضح أن الحرية الدينية وحرية التعبير ''من المبادئ الأساسية للمجتمع الأمريكي''، وأن مثل هذا العمل في حد ذاته ''مناهض لأمريكا''· قائد قوات التحالف في أفغانستان يحذر من عواقب الفعل على القوات الأمريكية في الخارج عقد في العاصمة الأمريكيةواشنطن اجتماع حضره رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود لبحث حملات التحريض التي تشن ضد الإسلام والمسلمين في الآونة الأخيرة· وأكد المشاركون في الاجتماع أن أي اعتداء على الإسلام سيعتبر بمثابة اعتداء على الديانات الأخرى· والتقى ممثلي الديانات السماوية وزير العدل الأمريكي إريك هولدر وطالبوه باتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يعتدي على المسلمين، وعقدوا مؤتمرا صحفيا أكدوا فيه وقوفهم إلى جانب المسلمين· واعتبر هولدر في تصريحات عقب اللقاء أن خطط حرق نسخة من المصحف الشريف سيكون عملا ''غبيا وخطيرا''· ويأتي موقف واشنطن الرسمي عقب ساعات من إعراب قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس عن ''قلقه البالغ'' من ''الإنعكاسات الممكنة إذا ما أحرقوا نسخة من القرآن''، محذرا من أن ''ذلك يمكن أن يعرض للخطر في آن معا القوات والجهود الشاملة في أفغانستان''· وقال بترايوس أنه من شأن خطوة القس الأمريكي خلق مشاكل ''ليس في كابول فحسب، بل في كل أرجاء العالم''· وتابع: ''إن هذا التصرف هو بالضبط ما تتوق لاستغلاله حركة طالبان، وقد يشكل لنا مشاكل جدية''· وجاءت تصريحات بترايوس في بيان له عقب تظاهرات غاضبة شهدتها العاصمة كابول إحتجاجا على خطة كنيسة مقرها جاينيسفيل بولاية فلوريدا الأمريكية لإحراق نسخ من القرآن· كما شهدت العاصمة الأندونيسية جاكرتا في الأيام الماضية تظاهرات أمام السفارة الأمريكية إحتجاجا على خطط الكنيسة الأمريكية· كنيسة دوف تتمسك بتعنتها وترفض التحذيرات رفض القس تيري جونز صاحب فكرة حرق نسخ من المصحف تحذيرات بترايوس، وقال: ''إنه في الوقت الذي يتفق فيه مع الرأي القائل بأن من شأن حرق نسخ من القرآن قد تؤدي إلى أعمال انتقامية، فإن أمريكا يجب أن تتوقف عن الإعتذار عن تصرفاتها وتكف عن الانحناء للملوك''، على حد تعبيره· وتابع: ''نأخذ تصريحات الجنرال على محمل الجد، نحن في الواقع قلقون جدا جدا من العواق التي تحدث عنها بترايوس، ونستمر في الصلاة لما سيحصل في 11 سبتمبر''·وسئل القس عما إذا كان ذلك يعني صرف النظر عن مشروع حرق نسخة من القرآن، فأجاب: ''نحن عاقدون العزم على حرقها لكننا في الوقت نفسه نصلي في هذا الشأن''· سفير الفاتيكان بالجزائر يدين مشروع المجموعة الإنجيلية بدوره، رفض الفاتيكان دعوة القس الأمريكي لإحراق القرآن وعبر سفير دولة الفاتيكان بالجزائر، توماس ياه شينغ نان، في بيان له نشر أمس وتلقت ''الجزائر نيوز'' نسخة منه، عن تنديده الشديد بالفعل الذي تعتزم مجموعة من الإنجيليين القيام به''، ودعا المسلمين والمسيحيين إلى ''الإتحاد من أجل هزم العنف العقائدي''· وفي إطار ردود الفعل الغاضبة على خطة الكنيسة، حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست من أن خطة حرق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى 11 سبتمبر قد تؤدي إلى ردود فعل من المسلمين لا يمكن السيطرة عليها· كما أدان رئيس حلف شمال الاطلسي ''الناتو''، أندريس فوج راسموسين، ما تعتزم الكنيسة الأمريكية القيام به· وقال أن حرق القرآن يتناقض مع كل المبادئ التى يدافع عنها الناتو· ومن جانبه، قال الجنرال وليام كالدويل قائد بعثة تدريب قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أن أنباء خطط كنيسة فلوريدا لحرق القرآن تثير بالفعل مشاعر الغضب الشعبي في أفغانستان· وأضاف: ''نحن نشعر بشدة بأن هذا قد يعرض للخطر سلامة رجالنا ونسائنا الذين يخدمون هنا''· إحتجاجات في كاليفورنيا بارتداء الحجاب والكوفية من جانبها، أعلنت ناشطة حقوقية مسيحية أمريكية، أنها قررت مع نساء منظمتها إرتداء الحجاب إحتجاجا على حملة حرق القرآن، فيما يرتدي الرجال ''الكوفية'' والخروج في مظاهرة في شوارع كاليفورنيا للإحتجاج على حرق القرآن· وقالت الناشطة الحقوقية المسيحية ومديرة ائتلاف منطقة ويتيير للسلام والعدل بكاليفورنيا، شارل تشارلي: ''عندما بلغني خبر قرار ذلك المبشر المسيحي الأحمق بأنه ينوي حرق القرآن، أتذكر أنني قلت لنفسي إن كل ما يحتاج إليه الشخص الماكر هو ألا يتصدى له العاقل''، وسرعان ما قررت الناشطة التحرك والقيام بشيء لإيقاف المبشر ''عند حده''· وتابعت: ''تذكرني حملة القسيس بحملة شنتها جماعات (كلو كلوكس كلان) وحليقي الرؤوس في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانوا يضطهدون اليهود والمثليين''· وفي إعلان الحملة تظهر تشارلي مرتدية الحجاب وهي تقول ''لست مسلمة ولكنني سأرتدي الحجاب يوم 11 سبتمبر، دعما لأصدقائي المسلمين واحتجاجا على حرق القرآن والخوف من الإسلام، فهل تنضمون إليَّ؟''· إجراءات أمنية من جانبها، عززت السلطات الأمريكية إجراءات الأمن في مدينة جينسفيل بولاية فلوريدا· وقال بوب وودز مدير الاتصالات بالمدينة: ''لضمان السلامة العامة فإن مدينة جينسفيل تراقب الوضع عن كثب مع وضع خطط تضم مجموعة واسعة من خطط الطوارئ''· ولم يذكر تفاصيل أخرى عن الإجراءات الأمنية المخطط لها، مشيرا إلى مخاوف أمنية· يذكر أن هناك حظر على عمليات الحرق في العراء وخارج المنازل بمدينة جينسفيل وتحتاج إلى تصريح· وقال وودز: ''إن إدارة مكافحة الحريق رفضت منح جونز هذا التصريح· وفي حالة مضي جونز قدما في خطة حرق المصاحف فإنه بذلك ينتهك أنظمة المدينة''· وأضاف وودز: ''إن مسؤولي المدينة إلتقوا كثيرا مع ممثلين عن مركز دوف لإلغاء الخطة''· وقال عمدة المدينة كريج لو، في بيانله أنه ''يدين السلوك العدواني الموجه إلى جيراننا المسلمين وأصحاب العقيدة الإسلامية في أنحاء العالم·· جماعة دوف مجموعة متطرفة صغيرة وتسبب الحرج لمجتمعنا''· يذكر أن عدد سكان مدينة جينسفيل يبلغ 117 ألف شخص وهي مقر لجامعة فلوريدا·