فيتامين جيم (C)، الذي نشير له أيضا بحمض الأسكوربيك، يعتبر من الفيتامينات الذائبة في الماء والتي يحتاجها جسمنا بصورة أساسية لأننا لا نستطيع تصنيعه أو حتى تخزينه، بل يتخلص جسمنا في العادة من الفائض منه عن طريق البول، لذلك يجب علينا أن نتناول احتياجاتنا منه بشكل يومي وبصورة دائمة· ويلعب فيتامين جيم دورا مهما في قدرتنا على التمتع بصحة جيدة، إذ يدخل في تركيب بروتين الكولاجين الضروري لصحة جلدنا، والأنسجة والأربطة التي تربط أعضاء جسمنا بعضها ببعض، وهو ضروري لصحة أوعيتنا الدموية حتى لا تخدش بسهولة، ولصحة لثتنا حتى لا تنزف بسهولة، كما أنه يساعد على التئام جروحنا بسرعة· كل هذه الفوائد حقا تستدعي استحداث ضجة علمية حوله، إلا أن ما أثار الجدل العلمي في الآونة الأخيرة هو اعتبار فيتامين جيم مادة مضادة للأكسدة والتي تمنع بدورها تجمع مادة ''الجذور الحرة'' الناتجة عن عمليات الاستقلاب في الجسم· ويؤدي تجمع ''الجذور الحرة'' إلى العديد من التغيرات في جسمنا، مثل الشيخوخة، وأمراض السرطان والقلب، والتهابات المفاصل· وما تزال الأبحاث مستمرة في كشف ما قد نحتاج من تناوله من فيتامين جيم للوقاية من تغيرات الشيخوخة والسرطان وأمراض القلب والتهابات المفاصل· ويتواجد فيتامين جيم في غالبية الفواكه والخضار· وتتصدر الحمضيات أعلى قائمة الفواكه الغنية بفيتامين جيم (مثل البرتقال والجريبفروت وعصائرهما)، يليها فاكهة الجوافة، البندورة، المانجا، الفراولة، البطيخ، الأناناس والتوت بأنواعه، بينما يتصدر الفلفل بأنواعه (الأخضر والأصفر والأحمر) قائمة الخضار الغنية بفيتامين جيم، يليها البروكولي، والبطاطا الحلوة والكوسا والملفوف والسبانخ· وتشير المعايير الدولية إلى وجود العديد من العوامل التي تؤثر على معدل ما نحتاج تناوله من فيتامين جيم بالإعتماد على: 1) المرحلة العمرية وتقدم العمر: إذ أن هنالك اختلافات بين إحتياجات الرضع والأطفال والمراهقين والبالغين وكبار السن· 2) نوع الجنس، إذ يحتاج الذكر كمية أعلى مما تحتاجه الأنثى لمواكبة إحتياجات الجسم· 3) مرحلة الحمل والرضاعة لدى النساء· 4) النمط الحياتي الضاغط، إذ يحتاج الأشخاص الذين يتعرضون للضغط والتوتر إلى كمية أعلى من الفيتامين وذلك لأن الجسم يفقد كميات كبيرة من فيتامين جيم عن طريق البول عند التعرض للضغوطات والتوتر· 5) التدخين: إذ يحتاج المدخنون والذين يتعرضون لدخان المدخنين إلى كميات أعلى نسبيا· 6) الحالة الصحية والمرضية· 7) الوراثة، خاصة إذا ما كانت حصى الكلى منتشرة في سجل العائلة الصحي· وبشكل عام توصي منظمة الصحة العالمية بتناول ما يقارب عن 45 ملغم يوميا لدي البالغين، بينما توصي الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولاياتالمتحدة بتناول ما يقارب 60 إلى 95 ملغم يوميا لنفس المرحلة العمرية· والجدير بالذكر بأنه يمكن لأي شخص منا أن يلبي إحتياجات جسمه أو جسمها من فيتامين جيم عن طريق تناول الخضار والفواكه ومراعاة التنويع في مصادرها بشكل يومي، وبمعدل خمس حصص في اليوم الواحد (وتعادل الحصة الواحدة حبة فاكهة متوسطة الحجم، نصف كوب من عصير الفواكه أو الخضار المطبوخة وكوب من الخضار النية)· وهنالك بعض الحالات التي يصعب الحصول فيها على ما نحتاجه من فيتامين جيم عند تناول المصادر الغذائية منه فقط، وذلك لأن فيتامين جيم يتأثر بالحرارة، ويتأثربالضوء، ويتأثر بالهواء· كما قد تستدعي الحاجة إلى وصف بعض المكملات الغذائية في بعض الحالات المرضية أو الحياتية حسب ظروف الشخص· وغالبا ما تقتصر أعراض نقص فيتامين جيم لدى البالغين على الشعور بالتعب والضعف وآلام في المفاصل والعضلات، وخشونة شعر الرأس، وجفاف الجلد، ونزيف الدم من الأنف· ويؤدي نقص فيتامين جيم في مراحل متقدمة إلى داء الأسقربوط والذي يتميز بفقر الدم، نزيف اللثة والتأخر في التئام الجروح· ويمكن لنقص فيتامين جيم المزمن أن يؤدي إلى زيادة في وزن الجسم نظرا لضعف قدرة الجسم على حرق الطعام·