بعد جولة سريعة قام بها حماري في صفحات الجرائد قال·· لا شيء مهم سوى ارتفاع سعر السريدن·· قلت له مستغربا وضاحكا·· سعر السردين·· هذا كل همك في الأخبار؟ قال ناهقا·· بطبيعة الحال·· نحوس على كرسي·· قلت له ·· الحمد لله أنك عدت لعقلك أيها الحمار الحشري·· بعد أن كنت تبحث في شؤون الآخريين، ها أنت تعود لشؤونك وشؤون بطنك الصغيرة·· قال·· عاش من عرف قدر نفسه يا صديقي·· ثم أن الخبر أدهشني·· كيف يرتفع سعر السردين ويصبح ندا للحم الداندو والدجاج؟ قلت له ·· عندو الزهر·· ضحكنا ضحكا شديدا ثم قال·· ليس مثل زهري أنا·· دائما في الرخس·· قلت له·· لماذا تقارن نفسك بالسردين؟ هو كائن مائي·· نقي·· يعيش في البحر واصطياده يستلزم الجهد·· أما أنت فمجرد حمار لا تنفع لأي شيء·· وقبل أن يحتج قلت له·· أشبع أنت والشعب من البالون·· كل اهتمامكم من صب عليه·· كلوا واشربوا منه إذن·· واتركوا الأباطرة والبارونات يلعبون بالرزق·· قال·· لا أفهم كلامك ولا أفهم علاقة البالون بالسردين، ولكن أريد فقط أن تشتري لنا كيلو سردين·· ضحكت من كلامه وقلت·· دع السردين لأهله وابق أنت في العلف··